غزة تُباد.. أكثر من 65 ألف شهيد ومخطط تجويع وتهجير قسري برعاية أمريكية وصمت دولي
يدخل العدوان الصهيوني على غزة عامه الثالث وقد تحوّل إلى أوسع جرائم الإبادة في العصر الحديث، حيث لم يعد القتل مقتصراً على الصواريخ والقذائف، بل بات التجويع والحصار وسيلة إضافية لإبادة شعب أعزل تحت رعاية أمريكية وأوروبية وصمت أممي مخزٍ. ومع تصاعد الأرقام المرعبة للشهداء والجرحى، تكشف الحقائق الميدانية أن الهدف الممنهج للاحتلال هو محو غزة من الوجود وتهجير أهلها قسراً ضمن مخطط استعماري طويل الأمد.
أرقام دامية.. أكثر من 65 ألف شهيد
وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع أعلنت أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 65,382 شهيداً و166,985 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء. وأكدت أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الماضية 38 شهيداً و190 إصابة جديدة، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض والطرقات في ظل عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
شهداء لقمة العيش.. مصائد موت برعاية أمريكية وصهيونية
جرائم العدو الصهيوني لا تتوقف عند القصف، بل تمتد إلى قتل الجوعى الباحثين عن لقمة العيش. فقد أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة ضحايا المساعدات ارتفعت إلى 2,526 شهيداً وأكثر من 18,511 مصاباً، حيث استهدف جيش العدو التجمعات أمام نقاط التوزيع منذ مايو الماضي عبر ما تُسمى “الآلية الإنسانية”، التي تحولت إلى مصائد موت دامية.
يوم دامٍ جديد.. مجازر متفرقة
منذ فجر الاثنين فقط، استشهد 43 فلسطينياً في غارات صهيونية وهجمات برية وجوية على مختلف مناطق القطاع. ففي مدينة غزة ارتكب العدو مجزرة مروّعة أسفرت عن سقوط 9 شهداء بينهم أطفال ونساء، كما استهدفت طائراته خيام النازحين ومراكز الإيواء.
وفي وسط القطاع، قُصف المدنيون أمام منازلهم وخيام نزوحهم، فيما ارتقى أطفال في قصف على مركبة مدنية. أما في الجنوب، فقد استشهدت الطفلة آلاء العرجا (5 أعوام) جراء سوء التغذية، في مشهد يلخص حجم الكارثة الإنسانية.
انهيار المنظومة الصحية.. موت بطيء داخل المستشفيات
وزارة الصحة حذرت من أن المنظومة الصحية “تلفظ أنفاسها الأخيرة” بسبب الحصار ونقص الوقود، مؤكدة أن أياماً قليلة فقط تفصل المستشفيات عن التوقف الكامل. وهو ما يعني أن آلاف المرضى والجرحى مهددون بالموت المحقق، وسط غياب أي تدخل جاد من المجتمع الدولي.
رعب الطفولة ومعاناة لا تنتهي
رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، أكدت أن أطفال غزة يعيشون في رعب مستمر منذ أكثر من 700 يوم، في ظل قصف متواصل وتجويع ممنهج. وفي الوقت ذاته، كشفت “أونروا” أن 12 منشأة تابعة لها بينها مدارس ومراكز صحية تعرضت لغارات إسرائيلية مباشرة، بينما تواصل سلطات الاحتلال منع دخول المساعدات للقطاع.
أزمة العطش وتدمير البنى التحتية
بلدية غزة حذّرت من أن الكمية المتوفرة من المياه لا تغطي سوى 25% من الاحتياج اليومي، في ظل دمار شامل لشبكات المياه والآبار نتيجة القصف، ما ينذر بأوبئة وأمراض جماعية.
تهجير قسري ومعسكرات تركيز
المكتب الإعلامي الحكومي أكد أن أكثر من 900 ألف فلسطيني يرفضون النزوح من مدينة غزة رغم المجازر، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني يحاول حشر نحو 1.7 مليون إنسان في مساحة لا تتجاوز 12% من القطاع، في ما يشبه “معسكرات تركيز” تهدف إلى تفريغ شمال غزة بالكامل من سكانه.
صمت دولي وتواطؤ غربي
ورغم أن بيانات منظمات مستقلة مثل “أكليد” أثبتت أن 94% من ضحايا العدوان هم مدنيون عزّل، يواصل الغرب بقيادة أمريكا تبرير جرائم الاحتلال ودعمه عسكرياً وسياسياً. حتى بعض الدول الأوروبية التي طالبت بفتح الممر الطبي لإجلاء المرضى، لم تتجاوز بياناتها حد الدعوات الشكلية دون ضغط حقيقي لوقف الإبادة.
إبادة شاملة
ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد عدوان عسكري، بل مخطط إبادة شامل يدمج بين القتل المباشر، والحصار، والتجويع، والتدمير الممنهج للبنى التحتية، يقوم به العدو الصهيوني في محاولة لاقتلاع شعب بأكمله. ومع استمرار الصمت الدولي المعيب، تتأكد حقيقة أن ما يواجهه الفلسطينيون هو أخطر حرب إبادة في القرن الحادي والعشرين، وأن دماء الشهداء ستبقى شاهدة على عار المتواطئين وصمود أمة لا تنكسر.
موقع 21 سبتمبر الاخباري