وزارة الصحة دشنت المستشفى الميداني ومخيمات مجانية احتفاءً بذكرى المولد النبوي


تقرير: مهدي البحري

في رحاب ذكرى المولد النبوي الشريف 1447هـ، حيث تتجلى أنوار الرحمة المحمدية وتفيض القلوب حباً وامتناناً لخير خلق الله، استلهم القطاع الصحي من سيرة النبي الأعظم، محمد صلى الله عليه وآله وسلم، معاني العطاء والتراحم، فكانت مشاركته في هذه الذكرى العطرة ذات طابع إنساني عميق، تجاوز حدود الاحتفاء إلى ميادين العمل والبذل في سبيل خدمة المرضى والمحتاجين.

لم تقتصر مشاركة القطاع الصحي في إحياء ذكرى المولد على إقامة الفعاليات الاحتفالية فحسب، بل تجاوزتها إلى تجسيد معاني الرحمة والعطاء النبوي من خلال مبادرات إنسانية ملموسة، تمثّلت في إقامة المخيمات الطبية، وتقديم الخدمات العلاجية المجانية في مختلف المستشفيات والمراكز الصحية.

وتلبية لتوجيهات قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى، بخدمة الفقراء والمساكين ورعايتهم صحياً، شرعت وزارة الصحة والبيئة منذ مطلع شهر صفر في تنفيذ برامجها الصحية الاستثنائية بهذه المناسبة المباركة، سعياً للتخفيف من معاناة المرضى، وبثّ روح الطمأنينة والفرح في نفوسهم ونفوس ذويهم.

وقد حرص القطاع الصحي على الإعداد المكثف لإقامة فعاليات في جميع المحافظات، وعبرت المستشفيات الحكومية والخاصة عن حبها وولائها لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال إطلاق تخفيضات كبيرة على خدماتها الطبية، إلى جانب تنظيم المخيمات الطبية التطوعية التي وصلت إلى المحتاجين في مناطقهم.

وفي إطار الاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة، دشّنت وزارة الصحة والبيئة المستشفى الميداني المتنقل “مستشفى الرسول الأعظم”، كأحد أبرز معالم هذه المناسبة، بهدف تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين، لا سيما في المناطق الأكثر احتياجاً، كما تم تدشين عدد من المخيمات الطبية في مختلف المحافظات، إلى جانب تجهيز الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمستشفيات الميدانية لخدمة الحشود المشاركة في فعاليات المولد النبوي في الساحات ومداخلها.

وأكد وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، أنه وفي إطار المسؤولية المنوطة بالوزارة للاحتفاء بهذه المناسبة وتحقيق بُعدها الإنساني، واستحضار عظمتها وأهمية أن ينعكس ذلك الشعور إيجاباً على خدمة المواطنين من خلال التعامل بقيم الرسول الكريم ومنها الرحمة والإحسان والبذل والعطاء والصدق والأمانة والإخلاص في العمل، عممت الوزارة على كافة المرافق الصحية بالإحسان للمرضى خاصة الفقراء وعمل التخفيضات في الخدمات، وإقامة المخيمات الطبية في مختلف المحافظات.

وأوضح أن القطاع الصحي يستحضر عظمة هذه المناسبة وأهمية أن ينعكس ذلك الشعور إيجاباً على خدمة المواطنين من خلال التمسك بقيم الرسول الكريم، مشيراً إلى أنه تم رفع مستوى جاهزية المستشفيات والمرافق الصحية لاستقبال المستفيدين.. مشيداً بما تبذله المرافق الصحية من جهود لاستمرار تقديم وتطوير الخدمات للمواطنين.

وأكد الوزير شيبان أنه تم توجيه كافة مكاتب الصحة بأمانة العاصمة والمحافظات بتنفيذ مخيمات علاجية وجراحية لخدمة المواطنين وتخفيف معاناتهم نظراً للظروف الصعبة جراء استمرار العدوان والحصار، بالإضافة إلى توزيع الأدوية على ذوي الأمراض المزمنة.

وأفاد بأن تدشين المستشفى الميداني لوزارة الصحة وإقامة المخيمات الطبية يأتي لتخفيف معاناة المرضى بما يجسد قيم ومبادئ الدين الإسلامي في التراحم والتعاون وتعزيز التكافل الاجتماعي، تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة بضرورة العناية بالجانب الخيري والإغاثي والإنساني.

وحث وزير الصحة رجال المال والأعمال والخيرين على المشاركة في دعم مثل هذه المخيمات الطبية الإغاثية التي تقدم خدماتها مجانا للمرضى، وذلك في إطار مسئوليتهم الاجتماعية تجاه المواطنين خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن جراء تداعيات العدوان والحصار.

بدوره أوضح مدير عام الإدارة العامة للطوارئ والإسعاف بوزارة الصحة الدكتور أسامة الشرفي، أن المستشفى الميداني المتنقل “مستشفى الرسول الأعظم”، جاء استناداً لخطة الطوارئ في مجال تطوير العمل الميداني وجزءا من استراتيجية وزارة الصحة والبيئة لتطوير البنية التحتية الصحية وتعزيز قدرة النظام الصحي على الاستجابة للأزمات.

وتوقع أن يسهم المستشفى الميداني في تقليل الضغط على المستشفيات الثابتة وتقديم خدمات طبية متكاملة للمواطنين في الوقت المناسب، معتبراً تدشينه خطوة مهمة في تعزيز الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين.

وذكر الدكتور الشرفي أن المستشفى يهدف إلى توفير الرعاية الصحية العاجلة والفعالة في المناطق التي تحتاج إلى دعم صحي إضافي، مما يسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية ويعزز قدرة الوزارة على التعامل مع الحالات الطارئة..

وبين أنه تم تجهيز وتأثيث أقسام المستشفى بشكل متكامل حيث تشمل الوحدات التابعة له بنك الدم ومختبر مركزي، بالإضافة إلى قسم الأشعة وغرفة العمليات وقسم الملاحظة والرقود.

ونفذت الوزارة وعدد من المستشفيات والجمعيات منذ صفر للعام 1447 هـ، العديد من المخيمات في مختلف المحافظات احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف.

ففي محافظة الحديدة، نفذت جمعية الرعاية الصحية للمجتمعات المتضررة مخيما طبيا في أمراض وجراحة العيون بمستشفى الجراحي بتمويل الهيئة العامة للزكاة تم خلاله إجراء 405 عمليات جراحية توزعت بين 388 مياه بيضاء، و14 إزالة الظفرة الملتحمة، وثلاث عمليات أخرى، وقدم خدماته لألف و 174 حالة.

ودشنت هيئة مستشفى الثورة العام المخيم الطبي المجاني لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم ومرضى السكري، وتم تقديم خدمات طبية مجانية تشمل المعاينات وصرف الأدوية، إضافة إلى الاستشارات الطبية المتخصصة في مجالي الصيدلة السريرية والتغذية العلاجية، مع تخفيض بنسبة 50 بالمائة على الفحوصات وتخطيط ورسم القلب “الإيكو”.

ودُشن في مستشفى 21 سبتمبر بالمحافظة نفسها، المخيم الطبي المجاني لأمراض القلب والسكري والأمراض المزمنة، وقدم خدمات الفحص والمعاينة وصرف الأدوية مجاناً للمرضى.

وفي محافظة البيضاء دشنت بهيئة مستشفى الثورة العام بالمدينة مبادرة طبية للبصريات والسمعيات من خلال إجراء فحص ومعاينة مجانية للعيون والأنف وكذا إجراء فحص النظر بجهاز اتو راف وتخطيط السمع بجهاز أوديوميتر ومنظار الاذن بجهاز أوتوسكوب.

وفي محافظة ذمار أقيم بمستشفى مدينة الشرق الريفي في مديرية جبل الشرق المُخيم الطبي المجاني لطب وجراحة العيون، بتمويل من بيت الزكاة الكويتي، ونفذته جمعية النبراس الصحية، وأجرى 250 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات للفئات الفقيرة.

أما في محافظة صعدة، فدشنت هيئة المستشفى الجمهوري العام مخيما طبيا مجانيا لأبناء المديريات الشرقية قدم الخدمات الصحية في تخصصات الباطنية والأطفال والنساء والولادة، كما نظم المستشفى العسكري المخيم الطبي الميداني المجاني لإجراء المعاينة في العيادات لكافة التخصصات الطبية “الباطنية والمخ والأعصاب والعظام والجراحة العامة والمسالك البولية والأطفال والأنف والأذن والحنجرة والأشعة التلفزيونية، وتقديم الفحوصات الطبية (المختبرات)، والأشعة”.

وفي أمانة العاصمة نظم مستشفى فلسطين للأمومة والطفولة مخيمًا طبيًا مجانيًا للأطفال المتواجدين بدار التوجيه الاجتماعي للأحداث بمديرية الصافية، وشمل معاينة الأطفال بدار الأحداث وتقديم الاستشارات الطبية والفحوصات المخبرية، إضافة إلى صرف الأدوية المجانية.

وفي محافظة المحويت دشن في المستشفى الريفي بمديرية بني سعد المخيم الطبي المجاني الـ 68 لطب وجراحة العيون نفذته جمعية الرعاية الصحية للمجتمعات المتضررة، بتمويل من الهيئة العامة للزكاة لمعاينة أكثر من ألف و500 حالة واجراء عمليات جراحية في مجال ازالة المياه البيضاء وإزالة ظفرة الملتحمة، والأكياس الدهنية في الجفون.

وفي محافظة صنعاء دُشِّنَ بمستشفى عومرة الريفي بمديرية أرحب ، المخيم الجراحي المجاني لإجراء عمليات جراحية للأنف والأذن والحنجرة، تشمل تعديل حاجز الأنف – إزالة لحمية الأنف، وعمليات الفتاق بكل أنواعه واستئصال المرارة والزائدة الدودية والأكياس والغدد تحت الجلد والبواسير وإصلاح الشفة الأرنبية.

وفي محافظة حجة دشن مكتب الصحة والبيئة مخيمين طبيين في إصلاحيتي مركز المحافظة ومربع عاهم لتقديم الخدمات الصحية للنزلاء في عدد من الاختصاصات الطبية وتوزيع الأدوية.

بهذه الجهود المباركة، جسّد القطاع الصحي قيم الرحمة التي بُعث بها النبي الكريم، ليكون الاحتفاء بذكرى مولده الشريف مناسبة للعمل الصالح، وتعبيراً صادقًا عن الحب والاتباع.