غزة بين الجوع والقصف.. اليمن يتصدّر مشهد النصرة في زمن الانهيار الأخلاقي
يعيش سكان قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط تفشي ثلاثي الموت: الجوع، المرض، والقصف، في ظل حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وأوروبي معلن، وسط صمت دولي مطبق وتخاذل عربي واضح.
وبينما تسعى آلة الحرب الصهيونية إلى تعويض إخفاقها العسكري المتواصل منذ 22 شهرًا عبر سياسة التجويع والحرمان، تسقط عشرات الضحايا يوميًا من الأطفال والنساء والشيوخ، في مشهد يختصر أقسى صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 15 شخصًا خلال 24 ساعة، بينهم أربعة أطفال، نتيجة الجوع وسوء التغذية، فيما يُجبر آلاف الفلسطينيين على شرب المياه الملوثة وأكل التراب وقشور الفواكه في ظل انعدام الغذاء والماء والدواء.
وتحدثت تقارير فلسطينية عن تحوّل ما تسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” الأمريكية إلى مصيدة للموت، حيث استُشهد ما لا يقل عن 995 فلسطينيًا، وأصيب أكثر من 6 آلاف منذ أواخر مايو، تحت غطاء توزيع المساعدات.
في المقابل، يبرز الموقف اليمني قيادة وشعبًا في طليعة الداعمين لفلسطين، من خلال النصرة السياسية والإعلامية والميدانية، منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، عبر مواقف معلنة لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، دعمًا لصمود غزة ومقاومتها.
وتبدو مواقف الأنظمة العربية والإسلامية غائبة أو متواطئة، بينما تتنعم أنظمة التطبيع في صمت مخزٍ وتورط صريح، في وقت يتحوّل فيه الحق الفلسطيني إلى اختبار أخلاقي للأمة، تفضح فيه غزة من يقف معها ومن خانها في لحظة الحقيقة.