غارات إسرائيلية غير مسبوقة تحوّل بيت حانون إلى مدينة مدمّرة بالكامل


شهدت مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، مساء السبت، واحدة من أعنف موجات القصف الجوي منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، حيث أغرقت طائرات الاحتلال المدينة بعشرات الغارات المتزامنة، مخلّفة دماراً واسعاً وصفه شهود عيان بأنه “غير مسبوق”.

وأفادت مصادر ميدانية بأن دوي الانفجارات الناتجة عن الغارات كان يُسمع على بعد عدة كيلومترات، وصولاً إلى مدينة غزة ومناطق وسط وجنوب القطاع، فيما غطت أعمدة الدخان والنيران سماء المدينة بشكل كثيف.

ووفقاً لتقارير إعلامية، بينها ما نقلته وكالة “الأناضول”، فإن الغارات العنيفة أثارت حالة من الهلع في صفوف المدنيين، خاصة الأطفال، بينما وصف سكان المناطق المجاورة المشهد بأنه “أقرب إلى مشاهد نهاية العالم”، في ظل الضوء الأحمر الكثيف الناتج عن الانفجارات والاهتزازات التي وصلت إلى شمال مدينة غزة.

وقال أحمد رياض، عضو اللجنة الشعبية في منطقة مشروع بيت لاهيا: “النيران تتصاعد من كل مكان، والدخان الأسود غطّى سماء بيت حانون بالكامل… المدينة مسحت عن الخارطة تماماً، ولم يتبقَّ منها سوى الركام”.

رغم أن المدينة كانت خالية إلى حد كبير من سكانها منذ أسابيع، عقب عمليات الإخلاء القسري، إلا أن الجيش الإسرائيلي زعم أن غاراته استهدفت أكثر من 35 موقعاً لحركة “حماس”، من بينها بنى تحتية ومراكز قيادة، بحسب بيان رسمي.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد نشر صورة جوية تظهر الدمار الشامل في بيت حانون، متفاخراً بأن المدينة “سُويت بالأرض”، ما أثار ردود فعل غاضبة دولياً على مواقع التواصل الاجتماعي.

جدير بالذكر أن بيت حانون كانت من أوائل مناطق قطاع غزة التي اجتاحتها القوات الإسرائيلية برياً في أكتوبر 2023. ووفق بيانات سابقة لبلدية المدينة، كان عدد سكانها يقارب 60 ألف نسمة، موزعين على مساحة تبلغ نحو 17 ألف دونم.

الهجوم على بيت حانون يأتي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أودت بحياة أكثر من 58,000 شهيد وتسببت بإصابة ما يزيد عن 138,000 آخرين حتى الآن، بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة تُجرى في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى هدنة وتبادل للأسرى.