يتهمون إيران أنها تسلح المقاومة..

يعيبون عليها ذلك…

ويعيبون على بعض حركات المقاومة الفلسطينية أَيْـضًا أن مصدرَ سلاحها وتسليحها هو إيران..

يحسسك العرب، يعني، وكأنهم كانوا متكفِّلين وقائمين بالواجب وزيادة من قبل، لولا أن إيران قد جاءت وأقحمت نفسَها في الموضوع، وقامت بسحب البساط من تحت أقدامهم.

ويحسسوك أَيْـضًا، وكأن المقاومة الفلسطينية قد تنكَّرت لهم وأجرمت عندما قرّرت يومًا الذهاب إلى إيران..!

لذلك تجدهم دائمًا يهاجمون إيرانَ وبعضَ حركات المقاومة، مرجعين إليهم سبب ما يحصل اليوم في غزة..!

نسوا أن الفلسطينيين، وبسبب تخاذلهم وتقاعسهم عن إمدَاد المقاومين الفلسطينيين وتزويدهم بالعتاد والسلاح، قد وصلوا يومًا إلى مرحلة لم يعودوا يجدون فيها ما يقاومون به سوى الحجارة، والعمليات الاستشهادية…

هل تتذكرون انتفاضة الحجارة..؟

وكيف كان الفلسطينيون يقاومون بالحجارة والمقلاع..؟

ماذا يعني أن يضطر الفلسطينيون إلى استخدام الحجارة لمواجهة ومقاومة الاحتلال..؟

يعني أنهم لم يجدوا السلاح..

وأن المقاومة موجودة وحاضرة في نفوسهم وعقولهم وأدبياتهم وثقافتهم وبيئتهم سواء في وجود السلاح أَو في عدم وجوده..

لذلك هبوا بالحجارة..

انتفضوا بالحجارة..

يومها لم تكن «حماس» موجودة..

ولم تكن أَيْـضًا إيران قد دخلت على الخط..

فمن الذي أوجد «حماس»..؟

ومن الذي أدخل إيران على الخط..؟

أليس هو تخاذلكم وتقصيركم وتقاعسكم عن أداء دوركم وواجباتكم تجاه فلسطين..؟

أخبِروني:

هل كانت «حماس» أَو أية حركة آخر من حركات المقاومة الفلسطينية سيضطرون للذهاب إلى إيران لو أنكم قمتم بالواجب وتكفلتم بتسليح ودعم المقاومة..؟

وهل كانت إيران نفسُها ستتعهَّدُ بتسليح المقاومة لو أنها وجدتكم تتعهَّدون بهذا الأمر..؟

ماذا فعلت «حماس»..؟

«حماس» اضطلعت بدورها النضالي وواجبها الوطني اللذين يحتمان عليها التطويرَ من أدائها وأُسلُـوبها المقاوِم حتى لو تتطلب الأمرُ الاستعانةَ بموزمبيق، فما بالُكم بإيران الدولة الشقيقة المسلمة..

فهل هذا يعيبها أم يُحسَبُ لها..؟

طيب…

وماذا فعلت إيران أَيْـضًا..؟

إيران تفضَّلت مشكورةً بملء الفراغ الذي أحدثه غيابُكم وتخلُّفُكم عن خط ورَكْبِ المقاومة..!

فهل هذا يعيبها أم يُحسَبُ لها..؟

على أية حال،

ما أريد أن أوضحه هنا هو أن ظهورَ «حماس وإيران» على الخط ما هو إلا «نتيجة» وليس «سببًا» كما تحاولون دائمًا لُؤمًا وخُبثًا أن تسوِّقوا وتروِّجوا له..

«نتيجةٌ» لم تأتِ من فـراغ، وإنما جـاءت؛ بسَببِ وجـودِ احتلال صهيوني وتقاعُسٍ عربي في آن معًا يعودُ تاريخُهما إلى أكثرَ من سبعين سنةً للوراء..

فمتى تعون ـ أيها الشامتون ـ هذه الحقيقة..؟!