تهيأت الساحة، والنصر قاب قوسين أو أدنى
قلم/ كوثر العزي
بالأمس إسرائيل تستفرد بالشعب الفلسطيني قتل تدمير تجويع إحراق حصار مُطبق من الدواء والغذاء بِشكل كُلي ،كُل هذا وذاك بدعم أمريكي وسكوت عالمي وتواطؤ أممي ،واليوم إيران تستفرد باللوبي اللعين قتل تشريد وتتدمير وتجويع بحق المستوطنين اليهود وإخراجهم من مستوطناتهم إلى الملاجئ ، لتظهر حينها أمريكا تُهدد باقتحام الساحة الحربية بقيادة مجرم الحرب ترامب ذلك المعتوه ، مُجرم الحروب وراسم دمار المُدن أيقونة الخراب ، إلا أن اليمن من عُمق المعركة تتوعد بإعادة الدروس التي قُدمت في البحر الأحمر للقوات الحربية العسكرية في البحر الأحمر وفرض معادلة الحصار من جديد من قِبل القوات البحرية اليمنية بحق السفن والبارجات الأمريكية ومنعها من العبور في المياة الإقليمية وما خلفها من البُحور ورفع سقف التصعيد اليمني وتعدد المراحل الحربية لجعل أمريكا و إسرائيل في حالة ضُعف ووهن بسبب انخفاض الاقتصاد وتتدهور الأوضاع ،فغزة اليوم ليست وحيدة عن اليمين اليمن ، وعن الشمال إيران.
ساحات حربية مُتعددة فُتحت مابين الحق والباطل ،صراعات ستطول وحروب ستقرع لها طبول ،سيتفعل النووي ويتخصب اليورانيوم ،فالمعركة اليوم شاملة لاحياد فيها إما صهيوني أو محوري مقاوم ،أما غزة أو إسرائيل.
الضربات الإيرانيَّة على إسرائيل في يومي 13 و14 يونيو 2025م بعد سلسلة من الغارات الجويَّة الإسرائيليَّة التي استهدفت مُنشآت نوويَّة رئيسيَّة للدولة الإيرانية ، وقواعد عسكريَّة للجيش الإيراني ، ومخازن ومصانع صواريخ باليستيَّة، بالإضافة إلى اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعُلماء النوويين ، شنَّ حينها الحرس الثوري هجمات واسعة النطاق نفذتها باستخدام طائرات مُسيرة وصواريخ باليستيَّة استهدفت مواقع داخل إسرائيل ردًا على تلك الهجمات التي تلقتها إيران غدرا ، حيث اعتبرت إيران أن الهجوم “إعلان حرب” وانتهاكًا لسيادة وطنها ولخُطُوطها الحمراء.
أطلقت إيران على هذه العملية اسم عملية الوعد الصادق 3 ،حيث أن تلك الضربات الصاروخية الإيرانيَّة أسفرت عن تدمير 150 موقعًا عسكريًا واستخباريًا وسقوط 14 قتيل وإصابة أكثر من 450 شخصًا بجروح متفاوتة ،ولم تكن تلك هي الضربات الأخيرة ،بل طالت يد إيران الحربية وفعلت الصواريخ الثقيلة والمتطورة وباتت تتدرج إلى بنك الأهداف العديد من المواقع النووية والمواقع العسكرية والقواعد ،وقصف المستوطانت وهدم مباني الأبحاث العلمية ،علمت إسرائيل حينها بأن المعركة ليست كما رسمت وخُطط لها، فإيران اليوم أخرجت أثقالها وعزمت على أخذ الثأر ،بينما إسرائيل لم تتعافى بعد من الضربات اليمنية التي باتت شبه يومياً على مطار بن غوريون وغيره من الأهداف الحيوية التي باتت في مرمى القوات المُسلحة اليمنية ناهيك عن الحصار في البحر الأحمر ،والذي ضرب اقتصادها.
عندما علمت إسرائيل حجم المُشكلة التي جلبتها لنفسها وإدخل ذاتها في مُعركة شرسة مع الدولة الإيرانية ،لجأت ولاذت بالتدخل المباشر للولايت المُتحدة ، فتدخل أمريكا المباشر في الحرب مابين إسرائيل وإيران ليس دليل قوة الطرف الآخر”إسرائيل”، بل اعتراف موضح دون الحاجة للمجهر بالهزيمة للجيش الإسرائيلي فحين تعجز إسرائيل عن حسم المواجهة مع أي جبهه أخرى ،تتدخل واشنطن على الخط لإنقاذها من الوقوع في وحل الهزائم العلنية.
لاأحد يستطيع نكران التكتم الإعلامي الحاصل في إسرائيل وإظهار الهزائم التي لحقت به ككيان ، والحفاظ أيضًا على وعد بلفور ، حيث وقال المصدر إنّ “إسرائيل” لا تملك قنابل خارقة للتحصينات بالقوة المطلوبة من أجل تدمير هذه المنشآت، كما لا تملك قاذفات استراتيجية قادرة على حملها. وأضافة أنّ الولايات المتحدة لديها اثنتان بمدى تحليق إلى إيران ،أكد مسؤول أمريكي لموقع “والاه” الإسرائيلي، أمس السبت، أن “إسرائيل” طالبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام المباشر في الهجمات ضد إيران، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة لا تفكر حالياً في اتخاذ هذه الخطوة.
عندما اقتحمت أمريكا المعركة وقامت بالقصف المباشر على إيران وقصف المنشآت النووية مثل نطنز واصفهان و فورودو ، خشية الحكومة الأمريكية أن تقحم نفسها في معركة لاخلاص لها ،وباعتراف إعلامي أن قرار الحرب قرار شخصي من ترامب وليس من الحكومة نفسها خشية الهزائم والخسائر التي تلقتها واشنطن في حربها على اليمن ،أكدة القوات المسلحة اليمنية في بيان لها قائلة فيه وقال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ العظيم.
وبناءً عليه، فإنَّه في حالِ تورُّطِ الأمريكيِّ في الهجومِ والعدوانِ على إيرانَ مع العدوِّ الإسرائيليِّ، فإنَّ القواتِ المسلحةَ سوف تستهدفُ سفنَهُ وبوارجَهُ في البحرِ الأحمرِ ،إنِ القواتِ المسلحةَ تتابعُ وترصدُ كافةَ التحركاتِ في المنطقةِ منها التحركاتُ المعاديةُ ضدَّ بلدِنا وإنها بعونِ اللهِ ستتخذُ ما يلزمُ من إجراءاتٍ مشروعةٍ للدفاعِ عن بلدِنا العزيزِ وشعبهِ الأبي ،إنَّ اليمنَ العزيزَ بشعبِه العظيمِ وقيادتِه المؤمنةِ وجيشِه المجاهدِ سيقفُ إلى جانبِ أيِّ بلدٍ عربيٍّ أو إسلاميٍّ يتعرضُ للعدوانِ الصهيونيِّ أو يقررُ مواجهةَ هذا العدوانِ دفاعًا عن نفسِه، أو دعمًا وإسنادًا للمجاهدينَ في المقاومةِ الفلسطينيَّةِ .
التفت والتحمت والتقى كُل طرف بشريك له ونظيرة ،تهيأت الساحة للقاء ، واستعداد تام لطرف الحق فالنصر قاب قوسين أو أدنا ،لا جديد ولا غرابة فأمريكا ستنحسب من المعركة كالمعتاد بطريقة تكتيكية ومُحبطة بنظر إسرائيل ،وتبقى إسرائيل حينها وحيدة تقاوم المِحور وتتلقى الضربات بِشكل أقسى فلا اليمن ستتوقف عن القصف حتى تتوقف إسرائيل عن حصار غزة ،وإيران أقسمت بتصفية الحساب حتى زوال إسرائيل من الوجود وفي الأخير العاقبة للمتقين والنصر معقود في أيادي جُند الله تحت رايات قيادة هاشمية علوية ، والخزي والعار لكل معتدي أثيم ولكل ساكت متخاذل ، وإنكم لنصر غدًا ناظرين متحسرين .