ماهي “تجارة الدم” …؟!

بقلم / مالك المداني 

هي أن تُسفك دماء اكثر من 300 مدني خلال يومين أثنين ولايحرك فيك ساكناً , لأنهم لم يدفعوا لك ثمن إنسانيتك !
هي أن تُنتهك سيادتك ويهتك عرضك وتغزى ارضك وتنتظر أجرة ‘شجبك , او تنديدك او تهديدك او وعيدك او حتى استيائك” إزاء هذا !
لقد أُهرقت دماء مئات المدنيين العزل خلال الأربعة الأيام الأخيرة  لقد أزهقت أرواح آدمية بما يكفي لبث الحياة في جسد صنم متحجر وجعله يبكي ويخيم عليه الحزن لمئات سنين قادمة !
مع هذا نجد أن جل اهتمام اولئك هو في ‘سيارة’ فقدوهاأو منزل تم إقتحامه , أو عاهر تم إعتقاله بسبب إنقلاب أعدوا له وفشلوا في تحقيقه !
300 ضحية و 300 سبب لإنزال فطاحلة الصحافة ورواد الكتابة ومدعي الثقافة من أعلى برجهم الشاهق وجعلهم يكتبون المقالات والتحليلات , والقصص , والروايات , والأفلام وما إلى ذلك من عهر إعلامي يتشدقون به علينا ويتم تقديسهم لذلك !
ولكننا لم نجد لهم أثراً , لم نجد لهم أثراً بالرغم من توافر 300 سبب لتواجدهم !
ربما لأن القتلى لم يكونوا من هواة معاقرة الخمر !
ام لأنهم لم يكونوا يحملون صفات قيادية في أي حزب عاهرات هنا او هناك !
أم ربما لأنهم فقراء … نعم على الأرجح لأنهم فقراء لم يستطيعوا على شراء إنسانية اصحاب الثقافات العميقة والأقلام المزلزلة التي يقدسها أكثرنا بغباء البغال والحمير !
لقد اصبح هذا العالم لايطاق بشكل لايصدق !
كله أقنعة , كله زيف , كله نفاق وتصنع رخيص  لقد اكتظ هذا الإفتراضي باسواء اصناف المسوخ الحقيقية وأصبح ملهى ليلي يتجمع فيه قوادُ الكتابة لعرض بضاعتهم الرخيصة فيه بأزهد الأثمان …

وفي احيان كثيرة بالآجل والسلف ….