العُدوان ووظائف الدُّمَى !

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي .
لا أخفيكم سراً أن ما جرى في عدن خلال اليومين الماضيين قد لفت انتباهي إلى أمرٍ خطيرٍ جداً يعكس حقيقة تضارب المصالح بين الغزاة والطامعين ويكشف اكذوبة المقاومة أو الشرعية على حقيقتها ذلك هو وجود تيارين متباينين يشكلان منظومة السلطة هناك ؛ تيارٍ موالٍ ومحسوب على دولة الإمارات، وتيارٍ آخرٍ موالٍ ومحسوبٍ على المملكة السعودية !
إلى هنا اعتاد الجميع في حقيقة الأمر أن يرى الأمر على هذه الصورة وينظر إليه كما لو كان طبيعياً ويتعامل معه على هذا الأساس، لكن لو تأملنا قليلاً ونظرنا إلى ما وراء نشوء هذين التيارين لوجدنا ضالتنا في تعرية أولئك القوم وكشفهم على حقيقتهم !
فهل سأل أحدكم نفسه مالذي يعنيه وجود تيارين ضمن منظومة السلطة هناك في عدن ؟!
يعني ذلك بصراحة أن كل فريقٍ له أجنداته وبرنامجه الخاص والذي يختلف كليَّاً عن الآخر، بمعنى أن هدف التواجد الاماراتي في اليمن يختلف عن الهدف السعودي، وإلا لما تصادم المحسوبون عليهم وتقاتلوا وجهاً لوجه في عدن !
والسؤال هنا : ألم يقولوا حين أطلقوا عاصفتهم قبل سنتين أنهم جاءوا لتحرير اليمن وإعادة الشرعية ؟! يعني يُفترض أن يكون هدفهم جميعاً هدفاً واحداً وخاضعاً لغرفة عملياتٍ وخططٍ وبرامج واحدة، وهذا بالطبع ما يُكذّبه الواقع وتدحضه الحقائق من خلال حجم التباينات والإنقسامات بين أقطاب السلطة في عدن بما انعكس سلباً على مستوى الإستقرار والامن هناك ! وبالتالي فإننا أمام قوتين طامعتين جاءتا تبحثان عن مصالحهما فقط في اليمن من خلال مواليين لهما بغض النظر عن ماسيئول إليه مصير ومستقبل اليمن !
فالمحسوبون إذاً على هاتين القوتين من الأطراف اليمنية هم حكماً ليسوا سوى أدواتٍ منفذةٍ لسياسات وخطط الطامعين المحتلين وإلا لما كانوا تصادموا أصلاً بتلك القوة والشراسة التي تنم عن عدم إتساقٍ وإتفاقٍ في الرؤى والأهداف !
يتبين من خلال كل تلك المعطيات السابقة حقيقة وأهداف العاصفة ويكشف النوايا العدوانية المسبقة لليمن كما يُكذّب ويُعرّي كل من لايزال يحلف الأيمان بان أحداً من الغزاة المعتدين ما جاء يضرب أكباد الإبل ويتحمل المشاق إلا لسواد عيني هادي أو لأناقة بزة محسن، فلا إسلام ولا عروبة يبحثون عنهما ولا شرعية ولا هم يحزنون !

#معركة_القواصم