اسلام المعتدل والمتطرف في خطاب ترامب

بقلم / حميد رزق 

 

تابعت خطاب ترامب ووجدت لغته القوية والمتوعدة لم تتوجه لأحد ولكنه توجه بها صوب شيء واحد وقال بالحرف سنعمل على القضاء على ” الاسلام” …. بعد ذلك قال “المتطرف”

الان لا بد لنا من مواصفات اسلام بالمقاس الامريكي الذي ترضاه ادارة البيت الابيض واما اسلام الله ورسوله واسلام القران الكريم فقد اعلنوا انهم في حرب معه ويبيتون القضاء عليه وعلى كل من يتمسك به .. هذه النتيجة هي عين ما قالها واكد عليها وتحرك من اجل مواجهتها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قبل حوالي 15 عاما مؤكدا ان المنطقة والشعوب العربية امام مرحلة استعمار جديدة تستهدف الحكام والشعوب ، بعض المغفلين يعتقدون ان الحل هو الانبطاح لامريكا والتسليم بارادتها ومشيئتها والابتعاد عن كل ما يغضبها لا يعلم اولئك  ان الامريكي لديه خطة جاهزة تم تدشينها والعمل بها منذ لحظة استهداف ابراج مركز التجارة العالمي في نيويورك في العام 2001 م فتم احتلال افغانستان وتلاه العراق ولم يكن هناك شعار الموت لامريكا ولا الموت لاسرائيل وعمل نظام صدام حسين بنصائح كل المنبطحين وقام العراقيون بتدمير اسلحتهم والتخلص من عوامل قوتهم امتثالا لقرارات مجلس الامن ومع ذلك تم احتلال العراق وقتل ما يقارب مليون عراقي ، معمر القذافي بعد سقوط صدام حسين  اعلن مباشرة اجراءات تفكيك مصانع الاسلحة التي كانت بحوزته من اجل نزع اي سبب يمكن ان يجعل الامريكان يغضبون عليه ومع ذلك قتلوه بطريقة وحشية مجرمة ولم يشفع له التخلي حتى عن مواقفه  في نصرة القضية الفلسطينية .

سوريا كانت ولا تزال في عين المخطط لكن لان نظامها السياسي غير مرتهن للامريكي تمكن من الصمود برغم المؤامرة الكبيرة والتدمير الشامل الذي تعرضت له بلاده … وهنا نستفيد ان الانظمة والحكام المرتهنون لامريكا يسقطون بسرعة قياسية حين تتخلى واشنطن عنهم وتقرر رميهم في مزابل التاريخ ..

مثال اخر  الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل بالتسوية واعترف باسرائيل واستنفد الغرض الذي  تم اعادته من اجله الى الضفة الغربية فقاموا بتسميمه وحاصروه حتى استحالت امكانية معالجته وانقاذه ..

الشاهد في الامثلة السابقة ان الامريكي لا يحتاج الى ذريعة وان منهج الانبطاح والتراجع والذعر من الامريكيين وضجيج قوتهم  وجبروتهم ليس حلا ولن ينجي اصحابه وانما يسهل مهمة  الغزاة في تحقيق اهدافهم وغايااتهم ..

السؤال ما هو المشروع الذي يمكن من خلاله للمسلمين والعرب الدفاع عن انفسهم وعن وجودهم وكرامتهم كبشر في هذا العالم من حقهم ان يكونوا امة مستقلة معبرة عن ذاتها ؟؟

الحل معروف لدينا تجربة المقاومة في لبنان وكيف حققت الانتصار الكبير والتاريخي على العدو الاسرائيلي ومن خلفه امريكا وذلك بالارادة والعودة الواعية الى الذات والتمسك بالهوية الايمانية المعبرة عن الشخصية القرانية المسلمة الحقيقية وليس المزيفة بموروث الطوائف والمذاهب والاحزاب التي تدور في فلك الامريكان وال سعود بطريقة او خرى ..

 

****

 

الانطلاق في التوعية من خطر المخطط الامريكي للمنطقة والشعوب العربية الذي اطلقه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي خلفيته هي هذه القضية اي معرفة الشهيد القائد ان امريكا قادمة لليمن كما عملت مع البلدان العربية الاخرى وبدلا عن الانتظار حتى يأتونا ونحن نعيش الوهم قام بالعمل على التعبئة والتوعية بخطر ما تبيته امريكا لبلدنا النظام والشعب على السواء ، وعمل على كسر حاجز الخوف واطلاق الصرخة  من اجل توجيه السخط وتعبئة الجهود لكشف امريكا ومخططاتها  مبتعدا بذلك اي بالشعار عن الاحتكاك او المواجهة مع اي جماعة او مذهب او طائفة او منطقة محسوبة على المجتمع العربي والمسلم،  بل كان الشعار ولا يزال عامل توحيد لكل العرب والمسلمين الصادقين فالعدو هو امريكا واسرائيل وليس العرب فيما بينهم او المسلمين مع بعضهم ..

يبدوا اني اطلت فيما كانت النية ان اكتب  منشور صغير،  لكني اعود مجددا الى البداية ترامب حاول ان يكون معتدلا في كلمته التي افتتح بها ولايته الرئاسية الا جملة واحدة حرص على ان يظهر قويا وحازما فيها وهي قوله : سنقضى على الاسلام .. قبل ان يردفها ب” المتطرف” فمن هو او ماهو الاسلام المتطرف من وجهة نظر امريكا وما هي مواصفات الاسلام المتعدل في مقاييس ورؤية ترامب والقادمون الجدد الى البيت الابيض     ..