المطامع الغربية و الخليجية في اليمن بين التوقع و كشف الحقائق

تقرير/ محمد الحاكم

في 26/11/2016م كنت قد نشرت مقالة تحليلية عن أبرز توقعاتي للأهداف والمطامع الحقيقية التي تخفيها دول الخليج و دول الغرب وراء حربها على اليمن و التي شارفت الى حد الأن في أن تتم عامها الثاني , وذلك تحت عنوان (( حرب اليمن ….. المطامع الغربية و أدوار دول العدوان في تنفيذها)) , و الأن وبعد مضي شهر وثلاثة أيام من تاريخ نشر تلك المقالة , تخرج صحيفة ” اليمن اليوم ” وعبر عددها رقم ( 1552) الصادر يوم الثلاثاء الموافق 27/12/2016م لتؤكد صحة ما أوردته من توقعات , من خلال سرد ما كشفته التقارير الغربية الحديثة حول الجانب الخفي للأهداف الإستراتيجية من وراء قيام دول الخليج في شن حربها على اليمن , والتي يمكن إيجاز ما كنت قد أشرت إليه في مقالتي للمقارنته مع ما نشرته الصحيفة في عددها المذكور آنفآ من خلال ما يلي :-
كنت قد أشرت الى أن آمالهم وتطلعاتهم و أطماعهم أكبر و أبعد من ذلك , فالأستيلاء و السيطرة على كل الجزراليمنية الإستراتيجية و التي على رأسها سقطرة , و ميون القابعة في مضيق باب المندب وبعض الأجزاء الساحلية الغربية لليمن الواقعة على البحر الأحمرمثل المخا و ذو باب وغيرهما , بالأضافة الى كل المناطق النفطية و الغازية في كلآ من الشمال و الجنوب , و كذا الموانئ البحرية الجنوبية في كلآ من عدن و حضرموت وشبوة , كل ذلك يعد هدفآ أستراتيجيآ دوليآ يمكنهم من تعزيز قدراتهم الأقتصادية و العسكرية و السياسية على المستويين الأقليمي و العالمي خاصة في فترة تنامي صراعاتها الجيوسياسية و الأقتصادية بينها وبين مختلف القوى الدوليه والتي على رأسها روسيا و الصين و إيران , وهذا لن يتأتى إلا من خلال مايلي :-
أولآ ………تأمين نقل خطوط الأمداد النفطي و الغازي لكل دول الخليج و اليمن , من خلال نقل مسار خطوط الأمداد البحريه لدول الخليج و التي تجري حاليا عبر الموانئ البحرية المطلة على الخليج العربي , و إستبداله بخطوط أمداد برية تبداء من منابع الإنتاج الشرقية و الشمالية للخليج العربي , لتشق طريقها عبر الصحراء جنوبآ عبر صحراء حضرموت الى أن تصل مينائي الضبة اليمني في حضرموت, وميناء بلحاف الغازي في شبوة القريبتين جدآ من جزيرة سقطرة , وذلك كله بهدف تأمينها من التهديدات البحرية الأيرانية القابعة في الخليج العربي و المتحكمة حاليآ بمضيق هرمز .
وبالفعل فقد أكد مجموعة من الصحفيين و السياسيين و المحللين الغربيين في تقارير لهم , مثل البروفيسور ” نافيز أحمد ” المختص في التحقيقات الصحفية و الأمن الدوليين , وعبر موقع ( ميدل إيست أي ) البريطاني و مثل ” مايكل هورتون ” كبير المحللين في شؤون اليمن في مؤسسة جيمس تاون , وكذا كبيرة المستشارين في مجال الأمن وسيادة القانون باليمن في وزارة الخارجية الهولندية ” جوك بيرينجا ” بالإضافة الى السفير البريطاني السابق لدى أوزباكستان , و الذين أكدوا جميعهم بأن السعودية وحلفائها من دول الخليج يريدون ممرا مباشرآ الى خليج عدن و المحيط الهندي للحفاظ على تدفق النفط , على ان تقوم السعودية بحمايته وتشغيلة ويكون ملكآ لها بالكامل , أضف الى ذلك فأن هذا الخط وعبر حضرموت سيمنحها وصولآ مباشرآ الى خليج عدن ومتجاوزين بذلك مضيق هرمز و الذي بات محاصرآ من قبل القوات الإيرانية التي قد يحقق حصارها هذا نتائج كارثية بالنسبة للإقتصاد العالمي .

ثانيآ ………… من أجل تعزيز السيطرة الكاملة لقوات العدوان ومن ورائها قوى الأستكبار على كل منابع النفط و الغاز والممرات المائية البحرية كان لا بد من تعزيز القدرات العسكريه للحكومة الأقليمية الجنوبية في مقابل ضعف القدرات العسكرية للحكومة الأقليمية في الشمال والتي سوف تخلق بينهما صراعات حدودية , وخاصة في المناطق الوسط , لتعيد لنا في الذاكرة حروب المناطق الوسطى في سبعينيات القرن الماضي لما قبل الوحدة .
وبالفعل فقد أكدت تلك التقارير الى أن ” السعودية و حلفائها ” في اليمن أمر أكثر صعوبة , إذ أن تحقيق نجاح ذلك الهدف يحتاج الى حكومة مواليه لهم ليس فقط من أجل ان تكون تلك الحكومة قادرة و مستعدة في إبرام هذا الإتفاق , ولكن يجب ان تكون قادرة أيضآ في فرض سيطرتها على كل أراضي حضرموت وقادرة على حماية ذلك الخط بالكامل .
ثالثآ……… وجوب سرعة بسط سيطرتها وتحكمها على الملاحة الدولية من خلال بناء قواعد عسكرية لها في كلآ من جزيرة سوقطره ذات الأهمية الإستراتيجة في تحكمها لخط الملاحة الدولية في كلآ من المحيط الهندي وبحر العرب و أمكانية أمتداد سيطرتها على مضيق هرمز على مدخل بحر الخليج العربي .
بالإضافة ال وجوب السيطرة على جزيرة ميون القابعة على مضيق باب المندب المتحكم على البوابة الجنوبية للبحر الأحمر والذي لا يمكن لها الأستمرار مالم يكن هناك تعزيزات عسكريه على ضفتي البحر الاحمر عند مدخله الجنوبي في كلآ من اليمن و جيبوتي و أرتيريا .
وبالفعل فقد أكدت المحللة السياسية و الباحثة بشكل خاص في الحركات الراديكالية و اليمن ” كاثرين شاكدام ” بأن الولايات المتحدة و السعودية و الإمارات تتنافس للسيطرة على جزيرة سوقطرة الإستراتيجية و التي تسيطر على طرق النفط الرئيسية و الطرق البحرية الدولية , ذلك كون جزيرة سوقطرة تسمح في رصد مسار النفط العالمي وهي مطمع كل الأمبراطوريات .
و أضاف مستشار الجيش الأمريكي و الناتو ” أنتوني كوردسمان ” وعبر مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية و الدولية بقوله ( أن أراضي وجزر اليمن تلعب دورآ حاسمآ في حماية ممر عالمي آخر في الطرف الجنوبي الشرقي من البحر الأحمر أو ما يسمى باب المندب ) و أوضح أيضآ ( بأن وجود أي عدائية من الجو أو من البحر في اليمن يمكن أن يهدد حركة المرور بالكامل عبر قناة السويس فضلآ عن تهديد التدفق اليومي من النفط و المنتجات النفطية ) المختلفة