تفاصيل خطيرة حول الانقسامات الدائرة في حلب الثانية تعز

خاص الجوف نت

تقرير/ الباهوت الخضر

تصفيات الجولة الأولى بين حملة المشروع الأمريكي في المنطقة وانعكس ذلك على أدواتهم في الداخل اليمني
تفاصيل خطيرة حول الانقسامات الدائرة في حلب الثانية تعز ..

……….

عودة القطب الثاني وظهور البلدان الصناعية الصاعدة والتحول القوي والسريع لبعض الدول في المنطقة نحو المقاومة بالتوازي مع الهزائم النكراء والفشل الذريع لحملة المشاريع الصهيونية الأمريكية في المنطقة (السعودية ، تركيا، قطر ) وبروز الإمارات عوامل مجتمعة أدت بدورها الى حتمية رسم خريطة جييوسياسية جديدة للمنطقة لتتواءم مع الدور المفترض ان يقوم ” المتأهل ” ترامب بلعبه بعد توليه مقاليد الحكم في عرش الشيطان الأكبر الأمريكي .

ومن تفجيرات الكرك والقاهرة والصولبان وحادثة سق العاب الميلاد في برلين حتى اغتيال السفير الروسي في أنقرة وما سبقها من عمليات دموية ومجازر بشعة لهذا المسخ الامريكي المخصب سفاحا في رحم الصديقة الدائمة العربية السعودية احداث متسلسلة تظهر حالة “سعار دموي” وتخبط تنظيمي يعكس بمجمله مرحلة ” النزاع الاخير” التي وصلت اليها المنظمات التكفيرية في المنطقة التي عملت دوائر البيت الأبيض على الاستفادة القصوى منها في المنطقة خلال الحقبة السابقة .

الضربات القاتلة و المتسارعة التي تلقتها تلك التنظيمات المخابراتية من الفلوجة ونينوى وحلب سوريا والمستنقع اليمني المباشر الذي أحاط بالفاقسة الأم فضلا عن تجفيفه المستمر لبقية التفريخات المخابراتية ذات النزعة الدموية الموجودة في الداخل كلها عو امل حاسمة دفعت بادارة البيت الأبيض ” العجوز” الى تبديل أدواتها تباعا في مشهدا يعكس مدى المتحولات التي طفت على السطح لتكسر قواعد اللعبة خصوصا عقب ما سمي بالربيع العربي مطلع الإلفين والحادي عشر

من جهة أخرى في اليمن على مستوى الداخل وبعد ما يقارب السنتين من التدخل المباشر للتحالف بقيادة مملكة قرن الشيطان والعم سام الامريكي بعد الهزئم النكراء والفضائح المدوية لتحالفهم العدواني على كافة المستويات امر دفع بالإدارة الأمريكية بإخراج كل ما بحوزتها من اوراق في محاولة يائسة لضمان الحد الأدنى والمقبول على الأقل لمشاريعها ومصالحها في الداخل .
الإصلاح بمختلف اجنحته المخابراتية سواء ما كان منها عبر الوسيط التركي كالجناح السياسي او ما كان عبر وسيط مملكة قرن الشيطان كالجناح الوهابي والعسكري إضافة الى التنظيم الناصري والجناح السلفي الذي يمر عبر الوسيط الاماراتي حاليا كلها أوراق يعمل الأمريكي على تحريكها تباعا وبشكل متوازي لضمان خروجه على الأقل بالحد الادنى فيما يتعلق بمصالحه في الساحة الداخلية .

التبادل المؤقت للأدوار بين الأدوات الحاملة لمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة يلقي بظلاله سريعا على تفريعاتها المنتشرة في المنطقة وبالطبع فان جبهة المرتزقة في الداخل ليست بمنأى عن هذه التغيرات فخطوط الإمداد السُرية تنقل معها بشكل دوري مستمر تمخضات تلك التغيرات القادمة من الكواليس المغلقة لراسمي السياسة الأمريكية
في الوقت الذي يستلم الجناح السياسي للاصلاح والناصري الواجهة السياسية لتنفيذ المشروع الاحتلالي وبشراكه رمزية للاشتراكي بعد ضرب الحراك الجنوبي واغتيال أغلبية قياداته وتسلم الجناح السلفي والتنظيمات التكفيرية الأخرى إدارة المحافظات الجنوبية.

في تعز كان الأمر مختلفا نوعا ما فهي اكبر المحافظات اليمنية من حيث السكان وموقعها الرابط بين شمال اليمن وجنوبه بالإضافة إلى ان تركيبتها الاجتماعية وتنوعها الثقافي يشبه إلى حد كبير تركيبة النسيج الاجتماعي لحلب والفلوجة وبنغازي الامر الذي جعل منها مؤهلة بشكل كبير لتلعب نفس الدور الحاضن للجماعات التكفيرية من جهة و بؤرة للاستنزاف لقوى المقاومة للمشروع الأمريكي من جهة أخرى خصوصا وان التنظيمات الاستخباراتية قد عاثت فيها فسادا لعشرات العقود من الزمن .

المدينة تعيش الان حالة من الرعب القسري الذي تفرضه الحرب الدائرة في أكثر من ثمانية وعشرين جبهة بين الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات الفصائل التابعة للتحالف من جهة أخرى، بالإضافة للصراع المستمر بين الفصائل المتناحرة بسبب طرق تمويلها وخطوطها السياسية ففي الوقت الذي يتبع فيه التنظيم الناصري وكتائب ابو العباس السلفية الخط الاماراتي يسلم حزب الإصلاح مناطق نفوذه من يده الشمال إلى يده اليمين حيث تسلمت كتائب حسم الداعشية الجناح الديني للإصلاح المسلح بقيادة الداعشي عدنان رزيق الشبواني المعروف بولائه السعودي مناطق النفوذ من الجناح السياسي للإصلاح الذي كان يتزعمه حمود سعيد بعد استهلاكه ميدانيا قبيل رحيله إلى تركيا .

قبل ايام اخبرني شخص ترك القتال مؤخرا في صفوف فصائل التحالف عن بوادر نزاع تظهر إلى السطح بين الإصلاح والناصري على خلفية تحرك حملة عسكرية من قبل الواء٣٥ التابع للحمادي المحسوب على الناصري الى منطقة القريشة في مدنية التربة لتداهم مخزن أسلحة تابع للإصلاح كان قد تم إخفائه في احد المنازل وتلقي القبض على العناصر التي كانت تقوم بحراسة المخزن ومصادرة جميع الأسلحة وهي عبارة عن أسلحة ثقيلة { مدافع وصواريخ كتف متعددة الأصناف بالإضافة إلى العديد من الأسلحة الرشاشة متعددة العيارات } لتندلع عقب هذه العملية خلافات حادة بين قيادات ميدانية للإصلاح والناصري بالمنطقة

الامر الذي سبقه انتقال الكثير من العناصر الإصلاحية ذات الخط التركي للمشاركة في القتال في جبهات اخرى في ميدي والجوف و مأرب و شبوة.

ليس هذا فحسب بل بلغ الأمر ان اقحمت المساجد في الصراع الدائر على السيطرة حيث قامت حملة امنية تابعة لكتائب ابو العباس السلفية باعتقال إمام أحد المساجد التابعة للإصلاح في المدينة على خلفية تأييده العلني ودعاءه ” لجبهة النصرة ” في سوريا
في الوقت الذي فرضت كتائب ابو العباس أماما اخر من جانبه في مسجد (السنة ) الذي كان يقيمه شخص اخر تابع للعدني وهو ما رفضته كتائب حسم الداعشية التابعة لرزيق الشبواني .

أذا هي حالة من الانقسام الناتجة عن تبادل الأدوار للأدوات الأمريكية في المنطقة فبينما ينكفئ الخط التركي للعمل السياسي وإعادة قولبت مظهره يخرج الجناح الديني المتشدد ليقوم بدوره القبيح لإخفاء ما تبقى من ملامح المجتمع الأصيل تمهيدا للدور الناعم للأدوات ذات الملمس العلماني ، وبثابت وحيد ، الأدوات هي نفس الأدوات المقولبة في المصنع الأمريكي على عين من صهيون ربهم .