المتاجرة بمكة المكرمة ،،،،إفلاس وقبح سعوديان

 

بقلم / مروان حليصي

لم يحتمل النظام السعودي بتحالفه الدولي آثر الفضيحة المدوية التي لحقت به بعد فترة عام وسبعة اشهر من عدوانه على الشعب اليمني استهدفت خلالها طائراته الاخضر واليابس والحجر والبشر ودمرت المدمر على طول البلاد وعرضها ،فلم يحتمل فضيحة وصول الصواريخ اليمنية الى عمق مملكته في جدة ولأول مرة بعد ادعاءاته المتكررة بانه دمر القدرات البالستية وتحقيقه احد اهم اهداف عاصفة الحزم ، مما حدا به الى تحويل اهمية الحدث الذي شكل نقطة تحول في مسار الحرب العبثية على الشعب اليمني، وتجيير تداعيات قوة القدرة الصاروخية لليمن على شعب المملكة وحلفاءها جراء استهدافها اهداف سعودية بعيده بعد كل هذه الغارات والضربات الجوية والصاروخية والبحرية التي لم تحد او تمنع من وصول الصواريخ اليمنية الى عمق المملكة واصابتها لاهدافها بدقة عالية بعد قطعها لمسافة اكثر من 600 كيلو مترآ .

فصاروخ بركان واحد الذي استهدف مطار عبدالعزيز في جده وتحقيقه لهدفه بدقة شكل صدمة للنظام السعودي وسبب له حرجآ لدى سكان المملكة الذين يشعرون بأنهم ليسو بمأمن من الصواريخ اليمنية بعد الأن وسيجعلهم يتسألون عن ماهية الاهداف التي تدعي قيادتها انها حققتها من وراء عاصفة الحزم هذه ، إذا كانت الصواريخ اليمنية تصل الى جدة ، وعن مصير الاموال الطائلة التي انفقت في سبيل ذلك ولم تحقق شيء، وكذلك حلفائة الدوليين الذين سيصابون بخيبة آمل وسيفقدون ثقتهم في حليفهم السعودي في حزم آمر العدوان على اليمن الذي تركوه له وحده يقرره كيفما شاء، لاسيما وهم ما فتأو في دعم استخباراتي او لوجستي او تسليحي إلا ووفروه له في حربه على اليمن لكي يحرز نصرآ ، إلا ان الرياح تآتي بما لا تشتهي السفن، وبالتالي ما كان من النظام السعودي إلا توظيف قدسية مكة المكرمة لدى المسلمين باعتبارها كانت الهدف لصاروخ بركان وذلك لاستجلاب التعاطف الاسلامي وتأييدهم في حربة على المدنيين وتوظيف غضب المسلمين على حركة انصارالله والمؤتمر الشعبي العام وتبرير المجازر التي ترتكب بحق الابرياء ، في محاولة منه لتحويل الانظار نحو عنوان مزيف تغطيه قنواته الاعلامية لتأجيج مشاعر المسلمين نظرآ لعظمة وقدسية مكة المكرمة لديهم وذلك في توظيف رخيص للمقدسات الاسلامية واستغلال مشاعر المسلمين في تحقيق نصر في معركته مع الشعب اليمني تحجب فشلة الذريع فيها واخفاق دفاعاته الجوية وانظمته الدفاعية في التصدي للصاروخ الذي حقق هدفه بدقة عالية واصابهم في مقتل مضهرآ هشاشة الجيش السعودي وتلاشي قدراته واسلحته الحديثه والمتطورة امام القدرات الصاروخية اليمنية المتواضعة ، وهذه الاكاذيب المفضوحة ليست بغريبه عليه ، ولا يشكل حرجآ له توظيف المقدسات الاسلامية التي نالت من التهكم والاعتداء عليها ومحو بعض اثارها من قبله لتحقيق بعض المكاسب المادية بشكل يتطلب نسف وصايتهم على مكة المكرمة بعد الأن، ومّن سخر الدين الاسلامي برمته وجعل منه غطاء لحربه الشيطانية لن يمنعه تسخير مقدساته واستغلال حرمتها لدى المسلمين لنيل بعض المكاسب الرخيصة التي تؤكد حالة الإفلاس التي وصل اليها النظام السعودي جعلت منه يبطش يمينآ ويسارآ بحثآ عن ما ينقذه من المستنقع اليمني.

وبالنسبة لمكة المكرمة هي ليست اغلى واكثر قدسية للنظام السعودي اكثر من ابناء الشعب اليمني، إلا من ناحية عائداتها المالية الكبيرة على الاقتصاد السعودي، ومن يتتبع جرائمه منذ بدء العدوان يلحظ مدى بشاعة الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين وعمليات تدمير منازلهم وممتلكاتهم ومصانعهم ومستشفيات ومدارسهم وكل شيء وصولآ الى بيوت الله التي تعرض العشرات منها لغارات العدوان السعودي ؛ واذا كانت افعال وجرائم من يدعي الحرص على مكة المكرمة قد تجاوزت حرمة وقدسيه ماهي اكبر من حرمة هدم الكعبة حجرآ حجرآ وهي دماء المسلمين التي استباحوها بطائراتهم وبوارجهم ، لقوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم ((لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم))، وبالتالي اذا لم يكترث للأهم فكيف سيبالي بالمهم، وذلك لا يعني تفريطنا او قبولنا وسكوتنا على من يستهدف الكعبة التي سنقطع ألايادي نحن احفاد الاوس والخزرج التي ستتمادى او تحاول المساس بقبلتنا وكل المسلمين ، ولكن أليس من المخجل ان يصل تمادي النظام السعودي بالمقدسات الاسلامية الى هذا الحد واستغلال قدسيتها وتوظيفها في هذه الحرب القذرة دون اعتبار لما سيترتب على ذلك التوظيف من حالة تشوية تطال الكعبة المشرفة باعتباره اصبحت هدفآ عسكريآ لبعض المسلمين كما زعم هو وروج لذلك مما صورها وكأنها محل خلاف بين المسلمين بذاتهم، وهذا ما سيزيد من الشرخ بين ابناء الدين الواحد وسيولد المزيد من الفتن والحروب وسيوسع من دائرة تكالب اعداء الاسلام علينا ؛ ولكن لا حياة لمن تنادي ، وبالنسبة للنظام السعودي لا يشكل ذلك فارقآ لاسيما وهو الذي تاجر بالدين برمته لخدمة اهدافه الدنيوية الرخيصة ، وما من وازع او مانع يمنعه من المتاجرة بمقدساتنا الشريفة، وحسبنا الله منه ونعم الوكيل.