دروسٌ توجبُ الاهتمامَ بالتَصَـدّي للمشروع الأَمريكي الاستعماري

كلمات-من-نور-1-660x250

تقرير/ حامد البخيتي

يعتبر المشروع الأَمريكي الاستعماري التدميري للمنطقة وشعوبها القائم على تمزيق الشعوب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا المشروع الأخطر على الأُمَّــة متخذاً من غياب وتغييب المشروع الحقيقي للأُمَّــة في أَوْسَاطها قاعدةً لتنفيذ مشروعها التدميري.

حيث سعى المشروع الأَمريكي الاستعماري لإيجاد وبناء ودعم مشروع الجماعات التكفيرية الإجْــرَامية المشوِّهة للإسْــلَام ولقيم الأُمَّــة الإسْــلَامية ذريعةً لانطلاقه في غزو بلدان الأُمَّــة الإسْــلَامية واحداً تلو الآخر تحت ذريعة مكافحة الإرْهَــاب، متخذاً من غياب الوعي في أَوْسَاط الأُمَّــة وغيابِ المشروع المتَصَـدِّي له مؤشراتٍ يضمن نجاحاً لمشروع الغزو والاحتلال الأَمريكي في البلدان التي يستهدفُها.

لا يزالُ الكثيرُ من أَبْنَاء اليمن يتذكَّرُ جرائم الاحتلال الأَمريكي في أفغانستان والعراق وأجزاء من اليمن.. هذه الجرائم التي ارتكبتها أَمريكا في ظل غيابِ المشروع الرادع للسياسَة الأَمريكية الإجْــرَامية في العالم سواء في الدول التي استهدفتها أَمريكا عسكريا او في دول العالم.

تلك الجرائمُ التي شكّلت دافعاً كبيراً للكثير من أَبْنَاء اليمن للتَحَـرّك الجاد والمسئول لمواجهة الاحتلال الأَمريكي معتبرين أن تلك الشعوب التي مارست أَمريكا فيها ابشع الجرائم لم تستطع مواجهة الغزو الأَمريكي بسبب تمزقها وبسبب الاقنعة والتغطيات الإعلامية التضليلية التي تستخدمها أَمريكا كغطاء لاستهداف الشعوب، مما جعلها لقمةً صائغةً للاحتلال الأَمريكي وَسهّلت لأَمريكا ممارسة جرائمها التي وصلت إلَـى كُلّ دار، وهذا ما يحدث في بعض المناطق اليمنية التي بات الأَمريكي يتواجد بها.

ومن الملاحظ أن العدوانَ الاسرائيلي السعودي الأَمريكي على اليمن الذي لا يزال قائماً يعمل بكل جد لاستهداف الشعب اليمني الذي نهض الكثيرُ من أَبْنَائه لمواجهة مشروعهم التدميري وجد من بعض المناطق اليمنية وأَبْنَاءها الذين لا يعوون حقيقة الخطر الذي يستهدف اليمنيين جميعاً مبرراً لاستمرار عدوانهم على اليمن المباشر وغير المباشر.

إن ما يستوجب التَحَـرّك الجاد والمسئول من قبل كُلّ أَبْنَاء اليمن هي تلك الدروس التي مارسها الاحتلال الأَمريكي التدميري في الشعوب التي قام بغزوها واحتلالها بعد أن تجاهلت العدو الأَمريكي وذهبت وراء عداوات صنعها المشروع الأَمريكي الاستعماري صنعت التمزق والتفكك ليتمكن من استهدافهم إلَـى دُورهم منفردين.

من الأهمية أن نفهم وندرك أن التَحَـرّك الجاد والمسؤول الان بالاستعداد لمواجهة الاحتلال بكل أَدواته الداخلية والمباشرة هو الخيار الوحيد للشعب اليمني حيث لا تزال زمام المبادَرة بأيدي اليمنيين لمواجهته قبل أن تستحكمَ قبضة الأَمريكان فيسحقوا الشعب وهنا سيتحمل الشعب أعباءاً ثقيلة وآثاراً كارثية لن تنتهي آثارها وأخطارها ولا في عشرات السنين، كما نشاهده في العراق وأفغانستان التي لا تزال تكتوي بنار الاحتلال الأَمريكي حتى وان ادعی خروجه منها لكنه ترك جروحاً غائرة لا تندمل في عقود من الزمن.

ففي اليمن فجّر الأَمريكيون مدمرتهم كول في سواحل عدن في عام 2000م ليجعلوها ذريعةً لاحتلال اليمن وبدأوا بالتوافُد الی عدن، فسبقهم الشهيد القائد بمشروعه القرآني المناهض للسياسة الأَمريكية فاضطروا للانكفاء من المشهد ودفعوا بأدواتهم في الداخل لمواجَهة المشروع القرآني ليتسنی لهم احتلالُ اليمن وقد قضوا علی أي صوت قد يناهض احتلالهم، وعندما اخفقت أَدواتهم في الداخل دفعوا بأدواتهم في المنطقة بقيادة النظام السعودي لمواجهة المشروع القرآني والقضاء عليه .

ورأينا كيف كان أثر المشروع القرآني في تحصين اليمن من احتلالهم فما أن يقتربَ من منطقة تواجدوا فيها إلا ويفروا منها مذعورين دون مواجهة مباشرة كما حصل للمارينز الذي كان متواجداً في صنعاء وفي قاعدة العند 
وبمجرّد اطمئنانهم من عدم تواجد المشروع القرآني والوعي الشعبي المناهض للمشروع الأَمريكي في بعض مناطق الجنوب عادوا من جديد غير آبهين لا بالقاعدة ولا داعش ولا القيادات العسكرية الموالية لهم فهم هم صنيعتهم وكانوا متواجدين وهم في سُدّة الحكم فكيف يأبهون بهم وهم علی ظهور آلياتهم.

فسلامُ الله ورضوانُه علی الشهيد القائد الذي قال إذا رفع هذا الشعار ولو في محافظة واحدة فلن يحتلها الأَمريكان حتى لو احتلوا اليمنَ بأكمل. 

وقال رضوانُ الله عليه محذّراً من عقوبة التخاذُل في رفع الشعار ومواجهة المشروع الأَمريكي: 
( ستصلُ العقوبة الی زوايا القرى والبلدان والشعوب؛ لأن هذا العمل سهلٌ وفي متناول الناس وباستطاعة الكل أن يرفعوه).

ومن الضروري أن يفهمَ كُلّ يمني أن ليس هناك مشروع يستطيع مواجهة المشروع الأَمريكي الاستعماري سوى توحُّد اليمنيين لمواجهة عدوهم الحقيقي الذي يتخذُ من التخاذل والتشتُّت وغياب الاستعداد لمواجهته ذريعة لتَحَـرّكه الاستعماري.