مولد النور الإنساني …!!!

مولد النور الإنساني …!!!

بقلم الشاعر / ناصر جبران

صلوات ربي على محمد وآله …

تَكَشَّف زيفُهم … ما يدّعونا :: وبَانَ مروقُهم مُتَزَلّفينا
هنا ظَهَروا … هنا سقطوا تباعاً :: وأبواق الضّلالة يسقطونا
فساء صباحُهم مِن بعد ليلٍ :: طويلٍ لم يَزُل لولا أتينا
غدا الخمسين عاماً مِن ضلالٍ :: وبضعاً فوقها اكتملت سنينا
هنا كَشَفوا لسوأتهم بحقدٍ :: لنا ما ليس نقبل أن يكونا
ونحن أولو الحميّة دون شكٍّ :: وبأسٍ لايُرَدّ وقد مضينا
نصَبّحهم ونحن أقلّ منهم :: عتاداً إنّما الأطواد دِينَا
وننشرهم على الوديان سحقاً :: كما نشروا السّفاهة والمجونا
لأنّا أُمّةٌ بالسّيف تَبني :: وفي سحق البغاة مُعَوَّدونا
وندحرهم إذا حَزَموا وجاؤوا :: إلى إنقاذ مَن لا يُنقَذونا
ونصمد كالجبال هنا ثباتاً :: بوجه عواصف المُستأجَرينا
ونكسر مِن جماجمهم حصاراً :: أحاط بهم كأنّا المُحكِمِينَا
به ظنّوا ومِن همدان ظنّاً :: به ظنّوا وما أغنى الظّنونا
نحيط به براكيناً وزحفاً :: نطوّقه الزّلازلَ مُمطرينا
وَنُبدِع حين نصنعها ليومٍ :: يعزّ به المُعِدُّ متى غُزِينا
ومَن ذا غيرنا في الأرض أضحى :: حديثاً شافياً للمُتعَبينا
تصاب اليوم أمريكا بيأسٍ :: وإحباطٍ وإنّا ما عيينا
وما العامان والأجواء حرباً :: ضروساً والأذلّة يطلبونا
سوى غَزَلٍ لعاصفةٍ أغارت :: مُمَازحةً تعانقنا علينا
وقد غضبوا أعدّوا ما استطاعوا :: بكل سفاهة الدّنيا أتونا
وما اسطاعوا لصنعاء احتلالاً :: وهم في أرض (نِهمٍ) يُسحَقونا
إلى (هَيلَان ) ما بلغوا وصولاً :: وفي (مِيدِي) أراهم يُنسَفونا
وما في الجوف مِن أمَلٍ تَبَقَّى :: لهم أبداً وأنّي يوجِدونا
وفي لَحجٍ …تعزٍّ ليس يخفى :: وشبوتنا مآلُ المفسدينا
جهنّم لم تكن إلّا ثرانا :: إليها شرّ حلفٍ يُورَدُونا
وحسبك أنّنا من بعد حزمٍ :: وعاصفةٍ وحلف المذنبينا
إلى نجراننا وثرى عسيرٍ :: وجيزان السّعيدة قد مضينا
نسطّرها الملاحم حيث نمضي :: وحيث نريد أن نأوي أوينا
ونختطف المواقعَ مِن سعودٍ :: تباعاً أيّها شئنا نَعينا
نُفَجّر كلَّ برجٍ كان فيها :: ونرقص رقصة المستهترينا
ولم تغضب قبائلُنا بِجِدٍّ :: وهذا فعلنا بالمجرمينا
فكيف بهم وقد غَضِبَت بَكِيلٌ :: على حلف العبيد المُدبرينا
وحاشدنا لسحقهموا تداعت :: وسارت مذحجٌ بالمذحجينا
ومن همدان تُرتَقب ابتداءً :: بشائرُ نصر أُمّتنا يقينا

ألا يامولد المختار إنّا :: بنو أنصار خير المرسلينا
ومَن جئنا لِمَكَّتنا بفتحٍ :: إذا ما قال جاء المؤمنونا
ألا فاقرأ إذا جاء… على مَن :: تداعوا صوب سحق المشركينا
فنصر الله آتٍ حين تأتي :: بنو اليمن المُعَظّم مسلمينا
وإنّ الفتح آتٍ دون شكٍّ :: بمولد خير خلق الله فينا
سندخل مسجد الرّحمن زحفاً :: كما دَخَلَت جدودُ المُقسِمينا
سندخل مرّةً أخرى إليه :: يقول اللهُ للمستضعفينا
ونُحيي اليوم ما لولاه كنّا :: هنا الموتى وما كنّا حيينا
ألا يامولداً للنّور دعني :: وقد أمطرت في ذكراك عينا
أُناجي روح خير الخلق طرّاً :: أُعانقها عناق المغرمينا
أُقَبّل ثغره…كَفَّاً ورأساً :: وأقداماً وصدراً والجبينا
وأين النّعل هات النّعل نحوي :: أُقَبّلها أغيض المستهينا
أُقَبّلها …أقدّسها فإنّي :: أرى تقبيلها فرضاً ودينا
أكاد بمولد المختار شوقاً :: أطير محلّقاً في المهتدينا
بك الدّنيا بمن فيها استضائت :: ومِن أخلاقك العظمى سُقينا
أضأت الدّرب إذ رُسِمَت ضياءً :: بعين محمّدٍ للمقتدينا
وإنّك رحمة للخلق طرّاً :: وما لولاك مِن نارٍ نجونا
وفي الأُخرى أضأت لنا حياةً :: وجنّاتٍ تُفَجّرها عيونا
تمسّكنا بنهجك فا انتصرنا :: وقد كادوا فأنّى يقهرونا
تخاف اليوم أمريكا وتخشى :: بني يَمَنٍ ومنها ما خشونا
تراقب حلفها ينهار سِقطَاً :: فتنعي مابدى ذلّاً مهينا

ألا لبيّكَ ياطه وهذا :: شعار الحقّ يفني المعتدينا
ألا لبّيك نطلقها ونمضي :: إلى الجبهات ندفعها جنونا
وهل لبّاكَ مَن بالذلّ يرجو :: نجاةً أو سلاماً ما لقينا
إذا لم نسحق الأعرابَ حزماً :: وربّي أنّهم لن يرحمونا

ألا لبّيكَ كم كَذَبوا وربّي :: عليكَ بها رسول المبصرينا
ألا لبّيكَ معناها قتالاً :: وحرباً تطحن المستعمرينا
فقل لبكيل لبِّي اليوم فعلاً :: وحاشدنا ونادِ المذحجينا
إذا لم نهزم العدوان كفراً :: فما كنّا وربّي مسلمينا