أردوغان: مأساة غزة تفضح زيف النظام الدولي وقنابل الاحتلال فاقت هيروشيما بأربعة عشر ضعفًا


قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ما تعرض له قطاع غزة من دمار غير مسبوق يكشف بوضوح عجز النظام الدولي القائم عن تحقيق العدالة أو منع الظلم، مؤكدًا أن حجم القنابل التي أُلقيت على القطاع يفوق ما استُخدم في هيروشيما اليابانية بنحو 14 ضعفًا. وجاءت تصريحات أردوغان خلال خطاب ألقاه اليوم الثلاثاء أثناء مشاركته في مؤتمر السفراء الأتراك السادس عشر المنعقد في العاصمة أنقرة، حيث تساءل بحدة عن جدوى الحديث عن نظام عالمي عادل في ظل هذا المستوى من الإجرام.

وأوضح الرئيس التركي أن ما جرى في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل مثال صارخ على نظام دولي يحمي الأقوياء ويقمع الأبرياء، منتجًا الأزمات والظلم وعدم الاستقرار على مدى عقود طويلة. وأشار إلى أن آلاف الأمهات والزوجات والأطفال في غزة ما زالوا حتى اليوم يبحثون عن ذويهم بين الركام، أو ينتظرون أي خبر عن مصير أحبائهم في مشهد إنساني بالغ القسوة.

وفي السياق الإنساني، لفت أردوغان إلى أن المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة تواجه قيودًا كبيرة، ورغم ذلك فإنها تتقدم بشكل تدريجي، مؤكدًا أن بلاده تواصل دورها الإغاثي، حيث تجاوز حجم المساعدات التركية المقدمة للقطاع 103 آلاف طن، في محاولة للتخفيف من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وتأتي تصريحات أردوغان في ظل استمرار تداعيات حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي وأوروبي منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي استمرت لأكثر من عامين، وأسفرت عن استشهاد 70,665 مدنيًا فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 171,151 آخرين، وفق حصيلة غير نهائية، مع بقاء آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات دون قدرة طواقم الإنقاذ على الوصول إليهم.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال، بحسب التقارير، يواصل خروقاته اليومية للاتفاق، ويمنع دخول معظم المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ما يفاقم معاناة السكان ويطيل أمد الكارثة الإنسانية، في ظل صمت دولي متواصل وانتقادات متزايدة للنظام العالمي وقدرته على حماية المدنيين وحقوق الإنسان.