تمارين نهاية الأسبوع… وصفة بسيطة لتعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر الخرف


في كشف علمي جديد يضيف زخماً لأهمية النشاط البدني، أظهرت دراسة واسعة شملت أكثر من 10 آلاف مشارك أن ممارسة التمارين الرياضية مرة أو مرتين فقط في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن توفر فائدة ذهنية تضاهي الفوائد التي يحصل عليها من يمارسون الرياضة بانتظام خلال أيام الأسبوع. الدراسة المنشورة في “المجلة البريطانية للطب الرياضي” أبرزت انخفاض خطر الإصابة بالخرف الطفيف بنسبة 15% لدى من يركزون نشاطهم الرياضي في نهاية الأسبوع، مقابل 10% لدى من يتبعون روتيناً أسبوعياً منتظماً.

هذا الاكتشاف يعزز فكرة أن الفائدة الصحية لا ترتبط بوقت ممارسة الرياضة بقدر ما ترتبط بممارستها نفسها. الباحثون شددوا على أن الأشخاص المشغولين بأعمالهم يمكنهم جني نفس المكاسب الذهنية عبر جلسة أو جلستين أسبوعيتين فقط من النشاط المكثف، وهو ما يجعل هذا النمط خياراً عملياً حول العالم. وقد حرصت الدراسة على مراعاة عوامل مثل العمر والتدخين والنوم والنظام الغذائي، لتؤكد أن كلا النمطين من التمارين يؤديان إلى تأثيرات متقاربة في خفض احتمالات التدهور العقلي.

وتعتمد الأدلة العلمية على عدة تفسيرات لتأثير التمارين في حماية الدماغ، من بينها زيادة عوامل التغذية العصبية التي تدعم صحة الخلايا العصبية ومرونتها، إضافة إلى تحسين الوظائف التنفيذية وتقوية الذاكرة. وفي متابعة استمرت 16 عاماً، سُجلت 2400 حالة ضعف إدراكي خفيف، ما سمح بتكوين قاعدة بيانات قوية دعمت النتائج المستخلصة للدراسة.

كما أشارت دراسة أخرى نُشرت في المجلة نفسها إلى انخفاض خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 30% لدى المصابين بالخرف الذين يواصلون ممارسة التمارين الرياضية، بغض النظر عن شدتها. وفي نتائج منفصلة، كشف مشروع بحثي بريطاني أن من يكدسون نشاطهم الرياضي المكثف خلال يومين فقط أسبوعياً يقل لديهم خطر الإصابة بأكثر من 200 مرض، من الضغط والسكري إلى اضطرابات المزاج وأمراض الكلى.

مجمل هذه النتائج يؤكد أن الحركة— بأي شكل أو توقيت—تبقى واحدة من أقوى الأدوات الفعالة للحفاظ على صحة الدماغ والجسم، وأن عطلة نهاية الأسبوع قد تكون بالفعل فرصة ذهبية لتعويض أيام العمل المزدحمة.