حماس تُحذّر: شاحنات المساعدات إلى غزة “شكلية” ولا تلبّي الحدّ الأدنى… والشتاء يُهدّد مليوني إنسان
في ظل كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد آخر، وجّهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الاثنين تحذيرًا شديدًا من استمرار دخول شاحنات مساعدات لا تلامس الاحتياجات الحقيقية لأهالي غزة، معتبرة أن ما يُسمح بدخوله لا يرقى حتى إلى الحدّ الأدنى المطلوب لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يواجهون الحصار والبرد والجوع.
المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، أكد أن معظم الشاحنات التي يسمح الاحتلال بمرورها تحمل مواد تجارية تكميلية لا صلة لها بحاجات السكان العاجلة، في وقت تتدهور فيه أوضاع الإيواء بشكل خطير مع اقتراب المنخفضات الجوية. وأشار إلى أن الخيام ومراكز الإيواء الحالية “غير صالحة للعيش الآدمي”، ولا تستطيع بأي شكل مواجهة برد الشتاء، ما ينذر بكوارث جديدة شبيهة بتلك التي شهدها القطاع في الأعوام الماضية.
قاسم شدد على أن غزة تحتاج إلى مساعدات حقيقية، تشمل مواد غذائية وأدوية واحتياجات الإيواء الأساسية، وليس بضائع تجارية لا قيمة لها في ظل الظروف المأساوية الحالية. وذكّر بأن الاتفاقات السابقة، وعلى رأسها البروتوكول الإغاثي في هدنة يناير واتفاق شرم الشيخ، نصّت بوضوح على إدخال “البيوت المتنقلة – الكارافانات” لإغاثة المشردين، إلا أن هذا الالتزام ما زال معطّلًا رغم الحاجة الماسة إليه.
وطالب قاسم الوسطاء والدول المعنية بالتحرك العاجل لفرض إدخال الكارافانات قبل وصول المنخفضات الجوية، محذرًا من أن التأخير قد يؤدي إلى تكرار مآسٍ إنسانية عاشها سكان غزة خلال مواسم الشتاء السابقة، عندما أغرقت الأمطار المخيمات وتسببت بأزمات صحية ومعيشية خانقة.
وفي وقت يستمر فيه الاحتلال في التضييق على إدخال الإغاثة، تزداد المخاوف من أن يتحول شتاء هذا العام إلى فصل جديد من الألم والمعاناة، ما لم يتدخل المجتمع الدولي فورًا لإيقاف الكارثة قبل وقوعها.