إسرائيل تُحوّل عجزها إلى حرب خفية: محاولات لإغراق غزة بالمخدرات وصرخة تحذير من القبائل والعشائر
في مشهد يعكس حجم الارتباك الذي يعيشه الاحتلال بعد فشله العسكري المتراكم في غزة على مدى عامين، تتجه إسرائيل إلى شنّ حرب من نوع آخر، حرب تستهدف المجتمع من الداخل بدل استهدافه بالصواريخ. فوفق ما كشفته بيانات قبلية ومصادر فلسطينية، كثّف الاحتلال خلال الأسابيع الماضية محاولاته لتهريب كميات من المواد المخدرة إلى قطاع غزة في محاولة لكسر تماسك الجبهة الداخلية التي أجهضت كل محاولاته العسكرية.
تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية أصدر اليوم بيانًا شديد اللهجة، محذرًا من “مخططات خبيثة وممنهجة” ينفّذها الاحتلال عبر إدخال المخدرات بأساليب متعددة بهدف ضرب المنظومة الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع الغزي. وقال التجمع إن هذه الحرب غير المرئية تستهدف الشباب بشكل مباشر، كونهم عماد الصمود وحاملين للقضية الوطنية.
التجمع دعا إلى تكاتف كل مكونات المجتمع، من المؤسسات الحكومية إلى الأطر الأهلية والدينية، لتعزيز المواجهة والرقابة، مؤكدًا أن حماية الجبهة الداخلية واجب وطني لا يقل عن واجب التصدي للعدوان العسكري. كما طالب بتشديد الرقابة على المعابر والحدود، ورفع مستوى التعاون بين العائلات وأجهزة الأمن، وملاحقة كل من يثبت تورطه في هذا المخطط الذي وصفه بـ“الخيانة الوطنية”.
وفي سياق هذه التحركات، أعلنت المباحث العامة في المحافظة الوسطى الأربعاء الماضي إحباط عملية تهريب جديدة لكمية من الحبوب المخدرة نوع “روتانا”، بلغت نحو 2000 حبة، كانت مخفية داخل مستودع بعد إدخالها عبر شاحنة واردة إلى القطاع، في دليل إضافي على اتساع رقعة المحاولة واستمرارها.
هذه المواجهة غير التقليدية تأتي بينما يحافظ مجتمع غزة على تماسكه رغم عامين من الهجمات العسكرية والحصار، ما يدفع الاحتلال إلى البحث عن طرق بديلة لضرب هذا الثبات الذي شكّل أساس فشله المستمر. وبينما تتكشف تفاصيل هذه المخططات، يتعزز الوعي الشعبي بأن المعركة لم تعد فقط على الحدود، بل داخل النسيج الاجتماعي ذاته.