الإمارات تشعل فتيل رسائل القوة في حضرموت وتستعرض نفوذها على مرأى من الرياض
في تطور جديد يكشف مدى احتدام الصراع الصامت بين السعودية والإمارات على الجغرافيا النفطية في الشرق اليمني، دفعت أبوظبي اليوم بخطاب سياسي لافت عبر أدواتها في هضبة حضرموت، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة مباشرة إلى الرياض مفادها: “نحن هنا، ولا شيء يتحرك بدوننا”.
البداية كانت مع ظهور مستشار رئيس الإمارات، عبدالخالق عبدالله، في تغريدة على منصة (إكس)، يوجه فيها “تحية وشكرًا” لفصائل المجلس الانتقالي التي وصفها بـ“أشقاء الجنوب العربي”، في إشارة تحمل أكثر مما تعلن، خصوصًا في ظل التصعيد العسكري الدائر في المنطقة. لكن التغريدة لم تكن سوى نصف الرسالة؛ أما نصفها الآخر فجاء عبر صورة مرافقة للافتة عملاقة نُصبت في أحد شوارع حضرموت باسم “شارع شهداء الإمارات”، وهي خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول توقيتها ودوافعها.
ورغم أن الانتقالي حاول تقديم الخطوة باعتبارها “تكريمًا”، إلا أن المشهد قرأه مراقبون بوضوح كرسالة سياسية مغلفة بالرمزية الميدانية، هدفها تذكير السعودية بأن نفوذ أبوظبي في الهضبة النفطية لم يتراجع، وأن وجودها هناك أعمق من مجرّد فصائل مسلّحة.
تزامنت هذه الرسالة مع تصعيد عسكري متسارع تشهده حضرموت منذ أيام، حيث تدفقت تعزيزات سعودية وإماراتية في سباق لا يهدأ للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل الهضبة. وشهد يوم الأحد مواجهة جديدة، حين أفشل “حلف قبائل حضرموت” المدعوم سعوديًا محاولة فصائل الانتقالي استعادة مواقع خسرتها سابقًا، بعد هجوم شنّه الحلف يوم السبت الماضي.
ومع كل هذه التحركات، يبدو أن حضرموت باتت اليوم ساحة اختبار معلنة بين الرياض وأبوظبي، حيث تحاول كل منهما تثبيت نفوذها في واحدة من أهم المناطق النفطية شرق اليمن، فيما تتصاعد مخاوف من انزلاق المنطقة نحو صراع أكبر قد يتجاوز حدود الهضبة.