غذاء يأكل صحتك… تقرير يكشف ستة أطعمة يومية تُغذّي السرطان بصمت


في عالم تتزايد فيه التحذيرات الطبية يومًا بعد يوم، يبرز الغذاء كأحد أهم العوامل التي تحدد مصير صحة الإنسان، ليس فقط من ناحية الوزن والطاقة، بل من حيث القدرة على صدّ الأمراض الخطيرة، وفي مقدمتها السرطان. ومع اتساع رقعة الأبحاث العلمية، تتأكد حقيقة أن ما نتناوله يوميًا قد يتحول إلى سلاح ذي حدين: إما أن يدعم المناعة ويحافظ على توازن الجسم، أو يعزز الالتهابات ويزيد أخطار الأمراض المزمنة.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه لا يوجد طعام واحد مسؤول مباشرة عن الإصابة بالسرطان، إلا أن بعض الأصناف — خصوصًا المستخدمة على نطاق واسع عالميًا — ترتبط بارتفاع ملحوظ في الأخطار، خاصة عندما تُستهلك بكميات كبيرة أو ضمن نظام غذائي فقير بالعناصر المفيدة. ويؤكد الخبراء أن العادات اليومية البسيطة قد تُحدث فارقًا كبيرًا في خفض احتمالات الإصابة، إذا ما تم تعديلها نحو خيارات صحية أكثر.

وتأتي اللحوم المصنعة في مقدمة الأطعمة المثيرة للقلق، حيث تصنّفها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ضمن المجموعة التي تضم الأدلة القاطعة على علاقتها بأنواع السرطان، خصوصًا سرطان القولون، نظرًا لاحتوائها على مركبات النترات والنتريت التي تتحول داخل الجسم إلى مواد مسرطنة. وإلى جانبها، تبرز اللحوم الحمراء كعامل خطر محتمل عند الإفراط في تناولها، خصوصًا عند طهيها على درجات حرارة عالية تنتج مركبات ضارة.

أما الأغذية فائقة التصنيع — التي باتت تمثل جزءًا كبيرًا من غذاء المجتمعات الحديثة — فهي ترتبط بوضوح بالسمنة والالتهابات المزمنة، بحسب دراسات حديثة نشرت في دوريات طبية مرموقة، فيما تسهم المشروبات المحلاة في زيادة الوزن ورفع الأخطار المرتبطة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، وقد وصفتها تقارير طبية بأنها “سكر سائل” يتسلل يوميًا إلى الجسم دون وعي.

ولم تغب المخاطر الناتجة عن الأطعمة المقلية في زيوت يُعاد تسخينها، إذ تؤكد إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن هذه العملية تؤدي إلى تكون مادة الأكريلاميد المسرطنة، خصوصًا في الأطعمة السريعة والبطاطا المقلية. كما تشير أبحاث جامعة هارفرد إلى أن الدهون المتحولة — المنتشرة في المخبوزات التجارية والأطعمة الرخيصة — تُعد من أبرز مسببات الالتهابات المزمنة وخلل التمثيل الغذائي، مما يجعلها عاملًا يهيئ بيئة مناسبة لنمو الخلايا السرطانية.

ويجمع الخبراء على أن الحل يبدأ من نمط الحياة بالكامل لا من تجنب صنف واحد، مع تقديم توصيات واضحة بتبني نظام غذائي غني بالخضراوات والبقول والحبوب الكاملة وزيت الزيتون، والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات والدهون المتحولة والأطعمة المصنعة. وتشير دراسات سعودية إلى أن اتباع نمط غذائي متوسطي يخفّض بوضوح احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بينما تقدر منظمة الصحة العالمية أن ثلث حالات السرطان يمكن الوقاية منها ببساطة عبر تحسين عادات الأكل.

وبين كل هذه التحذيرات، يبقى السؤال المطروح: هل ما نتناوله يوميًا يقود أجسامنا نحو الصحة… أم نحو الخطر الصامت؟