غزة بعد وقف النار… شهر كامل والكارثة ما تزال تتنفس تحت الحصار


على الرغم من مرور شهر على وقف إطلاق النار، يكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان صورة صادمة للواقع الإنساني في غزة، مؤكداً أن المأساة لم تهدأ وأن الظروف المعيشية ما تزال غارقة في التدهور. فالهجمات الإسرائيلية اليومية — بحسب المرصد — لم تتوقف تماماً، ما يبقي حالة الخوف والدمار حاضرة في حياة الفلسطينيين، فيما يواصل الحصار الخانق خنق أي محاولات لإزالة الركام أو إعادة بناء ما دمره العدوان.

وأشار المرصد، في تدوينة رصدتها وكالة الأنباء اليمنية، إلى أن أشكال الجوع وسوء التغذية ما تزال منتشرة رغم انخفاض حدّتها الظاهرية، إذ يعيش السكان بين نقص الغذاء والدواء وتعطل شبكات الخدمات الأساسية. كما يمنع استمرار الحصار وصول جهود الإغاثة وإعادة الإعمار إلى مستحقيها، في وقت تحتاج فيه غزة إلى كل يد تمتد لتخفيف الكارثة.

وتشير الأرقام إلى حجم الفاجعة التي عاشها القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أسفرت الجرائم الإسرائيلية المدعومة أمريكياً وأوروبياً عن استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة ما يزيد على 170 ألفاً آخرين. ولا تزال الحصيلة مفتوحة، إذ يرقد آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات دون إمكانية وصول طواقم الإسعاف إليهم.

ورغم الصمت المدوي الذي أعقب وقف النار، تبقى الحقيقة ثابتة: غزة ما تزال تنزف، والإنسان هناك يعيش بين الأنقاض بلا طمأنينة ولا أمل قريب، ينتظر عدالة غائبة وانتفاضة إنسانية تعيد إليه حقه في الحياة.