غزة تُطالب بتحقيق دولي يكشف فصول الانتهاكات المروّعة
في مشهد يفوق حدود الاحتمال الإنساني، كشف مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، عن تفاصيل صادمة لما تتعرض له جثامين الشهداء على يد قوات الاحتلال، مؤكدًا أن ما تم توثيقه يشكل جرائم مركّبة تتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية. وتحدث البرش بمرارة عن وصول أكثر من 300 جثمان إلى وزارة الصحة، جميعها تحمل آثار تعذيب وحشي واعتداءات ممنهجة، وصفها بأنها “مشاهد تصعق الضمير”.
الصور التي نقلها البرش تكشف تفاصيل مروّعة؛ جثث محترقة نتيجة الإعدام الميداني، وأخرى قُتلت عن قرب، إضافة إلى جثث نُهِشت بفعل كلاب مدربة، ما يعكس مستوى غير مسبوق من التنكيل. كما تحدّث عن جثث جرى دهسها بالمجنزرات وظهرت عليها آثار الجنزير بوضوح، وأخرى تحمل دلائل ربط وتعذيب وخنق وعصب للعيون.
ولم تتوقف الجرائم عند حدود القتل، بل تجاوزتها إلى سرقة أعضاء بشرية عقب تشريح الجثث، حيث أكد البرش وجود عمليات انتزاع للكلى والكبد والقرنيات بواسطة فرق جراحية محترفة، وهو ما اعتبره دليلًا على عملية سرقة منظمة ومخطط لها مسبقًا.
وشدد مدير عام وزارة الصحة في غزة على ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل لكشف الحقائق كاملة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، مشيرًا إلى أن حجم الفظائع يستدعي تدخلاً دوليًا فوريًا يضع حدًا لهذه الممارسات ويضمن توثيقها كجرائم حرب لا تسقط بالتقادم.