شبكات الانبطاح العربي.. الوجه الخفي لحماية العدو الصهيوني


بينما غزة تصرخ تحت وطأة العدوان الصهيوني، ودماء الأبرياء تسكب على أرض فلسطين، تظهر خلف الكواليس شبكات سرية للتنسيق بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية، لتكشف الوجه الحقيقي للتطبيع والانبطاح.. الوثائق المسربة، التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، أظهرت شبكة واسعة من الاجتماعات والتنسيقات الأمنية والعسكرية، جمعت كبار القادة العسكريين من العدو الصهيوني وست دول عربية في البحرين ومصر والأردن وقطر، بهدف تعزيز التعاون الأمني الإقليمي ومواجهة محور المقاومة الحامي لفلسطين.

ما كان يُحكى كهمس على هامش السياسة أصبح اليوم واقعًا ملموسًا، أمن بعض الدول العربية أصبح أداة لحماية الكيان، بينما الشعوب تُترك فريسة للظلم والدمار، كل الشعارات عن الاعتدال أو التعاون المشروط مجرد ستار يخفي تواطؤًا وخيانة للقضية الفلسطينية.. هذه الشبكات السرية تهدف إلى تهيئة الرأي العام العربي لقبول مشاريع العدو تدريجيًا، وإضفاء صبغة طبيعية على حماية الكيان الصهيوني، رغم جرائمه اليومية في غزة، في الوقت نفسه، يتم شيطنة المقاومة وحرف الأنظار عن الفشل الذريع للعدو أمام إرادة الشعب الفلسطيني الصامد.

شبكة التعاون الأمني.. أدوات الكيان تحت غطاء عربي

شملت هذه الشبكات تدريبات مشتركة، وتبادل معلومات استخباراتية ورادارية، وإدارة التهديدات عبر تقنيات أمريكية متطورة، لضمان حماية الكيان الصهيوني وتحويل أي تهديد محتمل إلى أداة تحكم أمريكية-صهيونية.

اللافت أن هذه الأنشطة مستمرة حتى بعد الهجمات المباشرة على بعض الدول العربية، ما يبرز مدى التبعية لهذه الأنظمة للولايات المتحدة والعدو الصهيوني، وغياب الإرادة الوطنية الحقيقية في حماية شعوبها.

الهدف الخفي.. تزييف الرأي العام وإخفاء الفشل

الغاية من هذه الشبكات لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل السياسي والإعلامي أيضًا، تسعى إلى تزييف الحقائق، وشيطنة المقاومة، وحرف الأنظار عن جرائم الكيان اليومية.

كلما ارتكب الكيان انتهاكات جديدة، تظهر هذه التسريبات وكأن هناك تعاونًا عربيًا طبيعيًا معه، بينما الواقع يكشف أن بعض الأنظمة العربية أصبحت أدوات وظيفية في مشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية.

محور المقاومة واليمن.. القوة الحقيقية والصمود

في مقابل الانبطاح العربي، يبرز محور المقاومة واليمن كصوت مستقل ومقاوم، يثبت أن إرادة الشعوب الحرة لا يمكن كسرها مهما بلغت قوة الكيان وحجم التنسيق الأمني مع بعض الأنظمة العربية.

الصمود والمقاومة هما الضمانة الحقيقية للكرامة وحماية الحقوق الوطنية، وفضح التواطؤ والانبطاح خطوة أساسية للحفاظ على فلسطين والأمة العربية من مشاريع الهيمنة الأمريكية والصهيونية.

إرادة الشعوب فوق كل المؤامرات

التسريبات تكشف الوجه الخفي للتطبيع، حيث تتقاطع مصالح واشنطن والكيان الصهيوني مع أنظمة عربية تخلّت عن مصالح شعوبها وقضايا الأمة.

لكن الحقيقة الواضحة أن الصمود والمقاومة هما القوة التي ستقلب الموازين، وأن أي مشاريع انبطاحية مهما بلغت، ستظل عاجزة أمام إرادة الشعوب الحرة.. فضح التواطؤ والانبطاح، والمقاومة المستمرة، هما الطريق للحفاظ على الحقوق والكرامة الوطنية وحماية فلسطين من مشاريع الهيمنة.

 

موقع 21 سبتمبر الاخباري.