عملية خاطفة للمقاومة تُربك الاحتلال وتكشف قوة استراتيجياتها التكتيكية
أعلنت كتائب القسام عن عملية عسكرية نوعية نفذتها المقاومة في 27 يوليو الماضي بريف مدينة رفح، استهدفت قوات العدو الصهيوني وعملائه، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في عملية جمعت بين التخطيط التكتيكي والدقة الاستخباراتية.
العملية شملت استدراج قوة راجلة صهيونية مرافقة بعناصر عملاء إلى فخ هندسي في حي النهضة المعروف باسم “عين نفق”، ليتم تفجيره عن بُعد، ما أدى إلى استدعاء طائرات مروحية إسرائيلية لعمليات الإخلاء والانتشال.
الإعلان عن تفاصيل العملية بعد مرور شهرين ونصف، جاء ليؤكد بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الحصيلة الميدانية، حيث يعكس مستوى متقدم من التنسيق الاستخباري والقدرة على مزج المعلومات والتحرك التكتيكي لضمان إصابة الهدف في الوقت والمكان المناسبين.
كما أن الاستهداف لم يكن لمواقع ثابتة، بل لعناصر متحركة، ما رفع تكلفة أي محاولة تقدم بري للعدو وقلّص مجال المناورة أمامه، في الوقت نفسه الذي أرسل رسالة واضحة: أي محاولة للتعاون مع الاحتلال أو التسلل عبر الأنفاق ستقابل بعواقب قاتلة.
وأكدت وسائل إعلام العدو لاحقًا أن أحد القتلى كان عميلًا فلسطينيًا، ما يوضح أن المقاومة باتت تخوض معركة مزدوجة ضد الجيش الصهيوني وعملائه، وتعكس فعالية العمليات الميدانية في ضرب شبكات العدو الاستخبارية.
التوقيت الإعلامي للإفصاح عن العملية جاء ضمن استراتيجية لتسجيل نجاح المقاومة على المستويين الميداني والنفسي، رفع معنويات الجمهور الفلسطيني، وزرع القلق في صفوف العدو حول موثوقية المعلومات ومصير قواته.
تختصر عملية 27 يوليو قدرة المقاومة على تحويل المواجهة من صدامات آنية إلى معركة استراتيجية متكاملة، تجمع بين الدفاع والهجوم، وتعيد رسم قواعد الاشتباك على الأرض، مستفيدة من الأنفاق لتأمين الدفاع والمباغتة في الوقت ذاته.