الشياطين الخُرس


عبدالمنان السنبلي

كاتب يمني

أقل شيء في مثل هذا الظرف يعني أنهم -ولو على استحياء- سيتطرقون إلى هذا العدوان بشيء من الرفض أَو السخط أَو الإدانة أَو الاستنكار، أَو حتى بتقديم واجب العزاء لضحاياه والمتضررين منه. لكن هذا لم يحدث، ومتوقَّعٌ أن لا يحدث.

في أعقاب عدوان وقصف يصفُه العدوُّ الإسرائيلي بأنه الأعنفُ على العاصمة صنعاء، وفي الوقت الذي لم ينتهِ الأهالي من انتشال ضحاياهم أَو إسعاف جرحاهم، يطلع اثنان أَو ثلاثة أَو أكثر -لا أدري- بخطابات يوجّهونها إلى الشعب، ويدّعون فيها تمثيل هذا الشعب.

أقل شيء في مثل هذا الظرف يعني أنهم -ولو على استحياء- سيتطرقون إلى هذا العدوان بشيء من الرفض أَو السخط أَو الإدانة أَو الاستنكار، أَو حتى بتقديم واجب العزاء لضحاياه والمتضررين منه.

لكن هذا لم يحدث، ومتوقع أن لا يحدث.

وكلهم طبعًا كوم، وصاحبة قناة بلقيس لوحدها كوم.

وكُلٌّ في فلك يسبحون.

بالله عليكم، هل يحق لمثل هؤلاء أن يمثِّلوا هذا الشعب؟ أَو أن يتحدثوا باسمه؟

يعني لو افترضنا مثلًا أن المعتدي هو سعوديّ أَو إماراتي، لقلنا ربما: مغرَّر بهم أَو مخدوعون أَو أي شيء من هذا القبيل.

لكن المعتدي هذه المرّة صهيوني؟

هل تعلمون ماذا يعني ذلك؟

يعني أنه عدو الجميع، أَو هكذا يُفترَض، وأن الساكت عن عدوانه وإجرامه شيطانٌ أخرس.

فكيف بمن كان له في ذلك أُمنية ورغبة؟

على أية حال، بإمْكَان من يمتلك قناةً تلفزيونية أن يطلع فيها ويقول ما يشاء، أَو يلقيَ خطابًا كما يشاء، لكن هذا لا يعني بالطبع أن يكونَ بذلك ممثلًا للشعب أَو متحدثًا باسمه.

فالشعب لا يمثله إلا المدافعون عنه وعن كرامته واستقلاله وسيادته، لا المستثمرون أَو المتاجرون بها.