ليلة دامية في غزة: الاحتلال يحوّل “المناطق الآمنة” إلى مسرح للمجازر


شهد قطاع غزة ليلة من أعنف الليالي منذ بدء العدوان الصهيوني، إذ شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في المدينة والمحافظة الوسطى، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار استهداف المشافي والبنية التحتية.

وأكدت مصادر طبية أن حصيلة الشهداء منذ فجر اليوم بلغت 19 شهيدًا على الأقل، وسط استمرار العدوان الذي لا يميز بين طفل أو امرأة أو مسن.

وفي مخيم الشاطئ غرب غزة، سقط ستة شهداء وأصيب العشرات جراء قصف منزل سكني، فيما ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة بحق عائلة الجمل في مخيم النصيرات، راح ضحيتها تسعة شهداء وعدد من الجرحى. كما استهدفت الصواريخ منزل عائلة أبو ركاب في بلدة الزوايدة، ما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص.

ولم تتوقف الانفجارات طوال الليل، حيث لجأ جيش الاحتلال إلى استخدام الروبوتات المفخخة لتفجير المنازل والأحياء، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية ومضاعفة معاناة المدنيين.

تركزت الغارات في وسط القطاع، وهي المناطق التي كان الاحتلال يروج لها سابقًا على أنها “آمنة” و”إنسانية”، قبل أن تتحول إلى مسرح لمجازره.

وعلى الأرض، واصلت دبابات الاحتلال التقدم قرب مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في غزة، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية بالكامل، بعد أن خرجت عدة مستشفيات عن الخدمة سابقًا، بينها القدس والرانتيسي والعيون والمستشفى الأردني، ولم يتبق سوى نقاط محدودة تعمل بقدرات محدودة جدًا.

وباتت الأوضاع الإنسانية في غزة على حافة الانهيار، مع انقطاع مستمر للمياه والكهرباء والاتصالات نتيجة الاستهداف المتعمد للبنية التحتية، في مشهد يوضح حجم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني، في محاولة يائسة لفرض النزوح القسري وكسر صمود المقاومة.