أخبروه أن صنعاء بعيدة وتل أبيب أقرب.


 

صفوة الله الأهدل

صرّح وزير الأمن الإسرائيلي بقوله: “سيتم استبدال شعار الموت لإسرائيل المكتوب على شعار الحوثيين بعلم إسرائيل الأرزق والأبيض الذي سيرفرف فوق عاصمة اليمن الموحّد” يحلم يسرائيل كاتس بأن يرفع العلم كيانه في صنعاء بينما لايستطيع رفعه على سفنهم المارة من البحرين الأحمر والعربي بل يعجز عن حماية السفن القادمة إليهم، يحلم بأن يرفع علم كيانه في صنعاء بينما يهرب هو النتن ياهو وقطيعهم فزعين ليختبئوا في الملاجى عند سماع صفارات الإنذار تدوي في أي منطقة في فلسطين المحتلة، يحلم بأن يرفع العلم الصهيوني في صنعاء بينما ليس بقدوره حماية مغتصباته ووزارته ومقراته من ضربات صنعاء الصاروخية ومسيراتها، يحلم بأن يرفع علم كيانه في صنعاء بينما لايستطيع رفع الحصار المفروض على مطاراتهم وموانئهم من قِبل صنعاء، يحلم بأن يرفع علم كيانه في صنعاء وهو لم يستطع إيقاف عمليات صنعاء العسكرية المساندة لغزة، يحلم بأن يرفع علم كيانه في صنعاء وهو لم يستطع أن يرفعه في غزة، يحلم بأن يصل إلى صنعاء ليرفع علم كيانه وهو لم يستطع القضاء على حماس والجهاد، يحلم كثيرًا بأشياء أكبر من عمر كيانه، يحلم وماهي إلّا أضغاث أحلام وما حكام العرب مع أمريكا والغرب على تحقيق حلمه بقادرين.

أخبروه بلغته التي يفهمها أن صنعاء ليست كدول الخليج وسوريا والأردن ومصر، أخبروه بأن صنعاء تمتلك من الإيمان مايجعلها أبية ومن الحرية مايجعلها قوية ومن العزة مايجعلها مستقلة، أخبروه أن صنعاء بعيدة وتل أبيب أقرب؛ وإلّا أخبرناه بلغتنا التي يفهم بها، أخبروه قبل أن تنطلق مسيراتنا وصواريخنا فاتحة، أخبروه ماذا حل ببني سعود حين حاولوا فعل ذلك قبلهم وماذا جرى عليهم، أخبروه أن صنعاء أبعد عليه من عين الشمس، أخبروه أن صنعاء قد طُهّرت من دنسهم ومن نجس عملائهم وحلفائهم وهي أبعد من أن يصلوا إليها كعدن فقد جاء وعد الآخرة على أيدي صنعاء {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} أيدي أولي القوة والبأس الشديد كما شهد القرآن الكريم بذلك: {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ}، أخبروه بذلك لعله يرعوي ويتراجع عن عتوه وعلوه وحتى لايكون سببًا في تعجيل زوال كيانه ودخولنا المسجد الأقصى فاتحين مهللين مُكبّرين رافعين شعار الصرخة: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}.

لقد وصل بنو إسرائيل اليوم إلى ذروة الفساد -إهلاك للحرث والنسل وإفساد العقول والقلوب- وقمة العلو في الأرض”تجبّرًا تكبّرًا طغيانًا”: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}؛ لا يصل إلى أيديهم سلاح فتاك إلّا وجرّبوه على أهل فلسطين، لايقع في أيديهم أجهزة ومعدات عسكرية وتقنيات حديثة إلّا واستخدموها ضد حركات المقاومة؛ بسبب كرههم وعدائهم الشديد للإسلام والمسلمين: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وما تصريحات هذا المعتوه إلّا جزءًا يسيرًا مما يخفونه في صدورهم: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}، لكن كل كيدهم هذا لن يضر بنا إذا صبرنا عند لقائهم واتقينا الله فيما سيصيبنا منهم: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، و:{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى}، فضلًا عن أنهم لن يجرؤ على مواجهتنا وجهًا لوجه:{لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ}، لأنهم جبناء: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}.