الدولار يتراجع بقوة مع نهاية الأسبوع وسط تحولات نقدية عالمية وضغوط من البنوك المركزية
سجّل الدولار الأمريكي تراجعاً لافتاً متجهاً نحو أكبر خسارة أسبوعية له منذ أربعة أشهر، في ظل هدوء نسبي في أحجام التداول داخل الولايات المتحدة، وتزايد القناعة في الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يكون البنك المركزي الرئيسي الوحيد الذي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. هذا التراجع عكس حالة من إعادة تموضع المستثمرين مع نهاية العام، وسط مراقبة دقيقة لاختلاف مسارات السياسات النقدية بين الاقتصادات الكبرى.
ووفقاً لبيانات الأسواق التي نقلتها وكالة رويترز، شهدت العملات الرئيسية تحسناً ملحوظاً أمام الدولار، حيث ارتفع الين الياباني بنحو 0.4 في المائة ليصل إلى 155.87 ين للدولار في التعاملات الآسيوية، مدعوماً بتغير نبرة مسؤولي بنك اليابان نحو تشديد السياسة النقدية، وهو ما عزز جاذبية العملة اليابانية بعد فترة طويلة من الضعف. وفي السياق ذاته، واصل اليورو مكاسبه متجاوزاً مستوى 1.16 دولار، مستفيداً من الفجوة المتزايدة في التوقعات بين السياسات النقدية في أوروبا والولايات المتحدة.
كما سجّل الدولار النيوزيلندي أداءً قوياً، إذ صعد إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 0.5728 دولار، محققاً مكاسب تقارب اثنين في المائة منذ التحول الأخير في توجهات البنك المركزي. ورغم قيام بنك الاحتياطي النيوزيلندي بخفض أسعار الفائدة، إلا أنه أشار إلى أن خيار تثبيت الفائدة كان مطروحاً للنقاش، ملمحاً إلى أن دورة التيسير النقدي قد تكون شارفت على نهايتها، الأمر الذي منح العملة دعماً إضافياً.
وامتدت موجة الصعود أيضاً إلى الدولار الأسترالي، الذي استفاد من صدور بيانات تضخم جاءت أعلى من توقعات الأسواق، ما عزز الرهانات على بقاء السياسة النقدية متشددة نسبياً مقارنة بغيرها. وتعكس هذه التحركات مجتمعة حالة من الضغوط المتزايدة على الدولار الأمريكي، في وقت تتباين فيه توجهات البنوك المركزية العالمية، ما يفتح الباب أمام مزيد من التقلبات في أسواق العملات خلال الفترة المقبلة.