صراع النفوذ في المهرة… اتفاق إماراتي–سعودي لتقاسم مطار الغيضة وسط تغييب كامل للسلطات المحلية
في تطور جديد يعكس حجم التنافس بين الفصائل الموالية للإمارات والسعودية في الشرق اليمني، توصلت قيادات تلك الفصائل إلى اتفاق لتقاسم السيطرة على مطار الغيضة بمحافظة المهرة، وذلك عقب توترات مسلحة كادت تنفجر إلى مواجهات مباشرة، خصوصًا بعد إنزال علم الجمهورية اليمنية من فوق المطار.
وبموجب الاتفاق، جرى تسليم البوابة الغربية للمطار، بما تشمل من مداخل وسكن تابع لها، إلى فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيًا، بينما تم حصر وجود فصائل “درع الوطن” السلفية الموالية للسعودية داخل بقية مرافق المطار. ولم يتطرق الاتفاق إلى مصير المنشآت المتبقية داخل المطار، الذي ما يزال مغلقًا أمام الرحلات المدنية منذ أن حولته السعودية عام 2017 إلى قاعدة عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية والبريطانية.
ويأتي هذا التطور بعد أيام فقط من إغلاق مطار سيئون، عقب سيطرة الفصائل الإماراتية على معسكرات ومواقع المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت دون مقاومة تُذكر، في خطوة عكست تفاهمًا سعوديًا–إماراتيًا بعيدًا عن ما يسمى “الحكومة الشرعية” التي تواصل فقدان نفوذها على الأرض.
وبذلك يصبح مطار سيئون ثاني مطارات حضرموت المغلقة، بعد مطار الريان في المكلا الذي تحول منذ 2016 إلى قاعدة عسكرية إماراتية–أمريكية بالتوازي مع سيطرة أبوظبي على مناجم الذهب وميناء الضبة النفطي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
وتشير مجمل التحركات السعودية والإماراتية منذ بدء الحرب عام 2015 إلى سعي حثيث لترسيخ نفوذ استراتيجي يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المحافظات الشرقية الغنية بالنفط والمعادن مثل حضرموت والمهرة وشبوة، بينما يعيش أبناء تلك المناطق في أوضاع خدمية معدومة وتدهور مستمر لقطاع الكهرباء وسط تجاهل المطالب المحلية.
في السياق، حذّرت “اللجنة التحضيرية للمجلس الموحد للمحافظات الشرقية” الموالية للسعودية، في بيان لها أمس الأربعاء، من محاولات الانتقالي فرض واقع جديد بالقوة على أبناء تلك المحافظات، معتبرة ذلك تهديدًا لوحدة الصف الوطني. وأكدت اللجنة تمسك سكان الشرق اليمني بحقهم في إدارة شؤون محافظاتهم دون وصاية خارجية أو مشاريع تُفرض بقوة السلاح، محذّرة من إنشاء كيانات موازية تهدف إلى الالتفاف على إرادة أبناء حضرموت.