الرياض تعيد خلط الأوراق… مشاورات سرّية لدفع الميسري إلى الواجهة ومواجهة نفوذ الانتقالي
في تحرك سياسي يعكس حجم الارتباك داخل التحالف، تكشفت معلومات عن مشاورات ساخنة تجريها السعودية حالياً بهدف إعادة شخصيات بارزة من فريق الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي إلى صدارة المشهد، وعلى رأسهم وزير الداخلية الأسبق أحمد الميسري، في محاولة لاستعادة التوازن أمام النفوذ الإماراتي المتصاعد جنوب اليمن.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، تدور النقاشات في الرياض حول احتواء الميسري، الذي يقود ما يسمى بـ“المؤتمر الشعبي الجنوبي”، والدفع به لقيادة مسار جديد مناهض للانتقالي، خصوصاً بعد أن فقدت السعودية مساحات نفوذ واسعة في حضرموت وأبين لصالح الفصائل المدعومة من أبوظبي. وترى الرياض في الميسري شخصية قادرة على جمع أطياف جنوبية مختلفة، مستفيدة من تنامي الغضب في أبين التي همّش الانتقالي معظم كوادرها ومراكز قوتها.
وتشير المصادر إلى أن الخطة السعودية لا تقتصر على الميسري وحده، بل تشمل تنسيقاً مع قيادات جنوبية أخرى مثل صالح الجبواني و محمد بن عديو، إلى جانب سياسيين وبرلمانيين جنوبيين، حيث يستعد هؤلاء لجولات في عدة عواصم خليجية بهدف بلورة مشروع سياسي متكامل يحظى بدعم سعودي مباشر لمواجهة التمدد الإماراتي في الشرق والجنوب.
التحركات تأتي في لحظة حرجة، عقب سيطرة فصائل أبوظبي على مواقع ومعسكرات المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، إلى جانب التوغّل المتسارع نحو المهرة، ما دفع الرياض لإعادة ترتيب أوراقها، خاصة بعد مغادرة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي إلى السعودية وسحب طاقمه الأمني من قصر معاشيق.
وبينما تتصاعد المنافسة على النفوذ في مناطق الثروة والموقع الجغرافي، يبدو أن الرياض تراهن على إعادة تدوير وجوه قديمة لاستعادة مشهد سياسي فقدت السيطرة عليه تدريجياً، في مواجهة مشروع إماراتي يتوسع بثبات عبر الانتقالي وقوات الساحل الغربي.