شرط الاحتلال لتمرير مفاوضات اتفاق غزة… ورقة الجثامين تعيد المشهد إلى مربع التعقيد


في مشهد يعكس استمرار التعنّت الإسرائيلي وتعطيل مسار التهدئة، كشفت حكومة الاحتلال، صباح اليوم السبت، عن شرط جديد للتقدم في مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة تُعيد المفاوضات إلى دائرة المساومات على “الجثامين” رغم تسليم المقاومة الفلسطينية غالبية ما لديها خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.

وبحسب القناة العبرية “12”، فإن تل أبيب تشترط تسلّم جثة المستوطن ران جويلي قبل أي خطوة جديدة في مسار التفاوض، معتبرة ذلك “شرطاً أساسياً” للشروع في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. ويأتي هذا رغم إعلان سرايا القدس، على لسان ناطقها “أبو حمزة”، أنها أغلقت بالكامل ملف أسرى العدو بعد تسليم آخر جثة في الثاني من ديسمبر الماضي شمال قطاع غزة.

وبينما يؤكد الاحتلال أن جثة أسير واحد فقط ما تزال في غزة، بعد استلام جثة العامل التايلاندي سوتيساك رينتالاك، يواصل ربطه لأي تفاوض قادم باستعادة الجثث كافة، رغم تسلّم 20 أسيراً أحياء و27 جثماناً في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وبالتوازي مع هذا الإصرار على جثمان واحد، يتجاهل الاحتلال ملفاً إنسانياً واسعاً يتعلّق بـ 9500 مفقود فلسطيني ما زالوا تحت أنقاض المنازل المدمَّرة جراء حرب الإبادة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إلى جانب أكثر من 9300 أسير فلسطيني يقبعون في السجون وسط تقارير متواصلة عن التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة العشرات.

وبين اشتراط تل أبيب واستمرار الحرب على تفاصيل الحياة في غزة، تبدو مفاوضات التهدئة معلقة على خيط جثمان واحد، فيما تبقى آلاف الجثامين الفلسطينية شاهدة على ظلم أكبر لا يجد طريقه إلى طاولة التفاوض.