فوضى أمنية تتصاعد في أبين وشبوة… والشارع يحذّر من انفلات يهدد السلم الاجتماعي
تعيش محافظتا أبين وشبوة تحت وطأة تصاعد خطير للفوضى الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الممولة من السعودية والإمارات، في مشهد يعكس انهيار المنظومة الأمنية واتساع رقعة الصراع بين القوى المتنافسة، الأمر الذي يفاقم معاناة المواطنين ويهدد السلم الاجتماعي بشكل مباشر.
في أبين، نجا مدير عام مديرية أحور، أحمد مهدي العولقي، من محاولة اغتيال نفذها مسلحون يستقلون دراجة نارية بعد خروجه من مقر عمله ظهر الأحد، دون أن يصاب بأذى. مصادر محلية كشفت عن هوية منفذي الهجوم المنتمين لإحدى قبائل أحور من آل محمد اليسلمي الكازمي، فيما أثار صمت فصائل الانتقالي وعدم تحركها أي تساؤلات حول أسباب التراخي الأمني رغم خطورة الحادثة.
وفي شبوة، شهد مركز المحافظة – مدينة عتق – حادثة مسلحة أخرى، حيث هاجم مسلحون يستقلون سيارة “كورولا” نقطة تابعة لـ“اللواء الأول دفاع شبوة” الممول إماراتياً، ما أدى إلى اشتباك مسلح أسفر عن إصابة أحد المهاجمين بجروح خطيرة. ورغم خطورة الواقعة، ما تزال دوافع الهجوم غامضة وسط حالة من التضارب والتكتم.
تلك الحوادث تعكس، وفق متابعين، واقعاً أمنياً مشوهاً تداخلت فيه مصالح الفصائل الموالية للتحالف، حتى وصل الأمر لاستخدام عناصر من تنظيم القاعدة كأداة في الصراع بين القوى المتناحرة داخل المحافظتين، ما يفتح الباب أمام مزيد من الانفجار الأمني.
تتصاعد في المقابل المطالبات الشعبية في أبين وشبوة بضرورة إخراج الفصائل القادمة من عدن ولحج والضالع، وتمكين أبناء المحافظتين من إدارة شؤونهم الأمنية والإدارية بعيداً عن الأجندات الخارجية التي حولت مناطقهم إلى ساحة صراع بالوكالة تستنزف أمن المواطن واستقرار المجتمع.
ويظل المواطن هو الضحية الأكبر، إذ يدفع الثمن وسط تدهور خدمي شامل ومعيشة تزداد سوءاً، في ظل غياب كامل لسلطات الدولة منذ سيطرة قوات التحالف على المحافظات الجنوبية مطلع 2016، ما جعل الانهيار الأمني والخدمي واقعاً يومياً يعصف بحياة السكان بلا أفق للحل.