اكثر من 25 عملية اغتيال و7 عمليات قتل مباشرة و5 عمليات اعدام تمت في المحافظات الجنوبية الشهر الماضي

الجنوب

بالأرقام والاحصائيات : جرائم الاحتلال في المحافظات الجنوبية المحتلةلشهر مارس 2016 م 

زيد احمد الغرسي

  • استمرار الاغتيالات والذبح والاعدامات والقتل والصلب والجلد في المحافظات الجنوبية منذ دخول الاحتلال اليها

  • تفجير اربع سيارات مفخخة في عدن وشخصين يحرقان نفسيهما

  • داعش ترتكب مجزرة بحق المسنين في الشيخ عثمان والقاعدة تصلب مواطنين في المنصورة وتعدم اخرين في حضرموت

  • صراعات مستمرة بين دول العدوان وعشرات القتلى والجرحى من مرتزقتهم في الاشتباكات المتواصلة

  • الاحتلال يسلم ريده بحضرموت للقاعدة ويفتح جبهة شبوة للسيطرة على الجزء الشرقي لليمن وينشئ معسكرا لداعش في ابين

  • الامارات تطرد هادي من عدن  والسعودية ترد بإقالة بحاح

  • لقاءات مكثفة بين مرتزقة العدوان مع السفيرين الامريكي والبريطاني

مقدمة

تتصاعد عمليات الاغتيالات والقتل والتفجيرات والصراعات في المحافظات الجنوبية شهرا بعد اخر منذ دخول قوات الاحتلال السعودي الاماراتي الامريكي اليها قبل اشهر حيث تشهد المحافظات الجنوبية بشكل شبه يومي جرائم متنوعة للاحتلال تقوم بها ادواته في الميدان كالقاعدة وداعش والمرتزقة . كما تستمر الصراعات بين مرتزقة العدوان في وقت يستكمل الاحتلال مؤامراته ضد اليمن بتسليم المدن الجنوبية رسميا لعناصر القاعدة و نهب ثرواته النفطية والمعدنية وتدمير البنية التحتية للدولة عدى عن نقص خدمات  الكهرباء والمياه والصرف الصحي والرواتب ومتطلبات المعيشة للمواطن التي طالما كان يعد بها الاحتلال شعب اليمن

سنحاول ان نستعرض ابرز الاغتيالات والقتل والصراعات وتحركات الاحتلال في تقريرنا لشهر مارس 2016م كنموذج يقدمه الاحتلال لليمنيين في المناطق التي يدعي تحريرها ويبشر به لبقية المحافظات اليمنية

الاغتيالات

تواصلت الاغتيالات في عدن وبقية المحافظات بوتيرة اكبر من ذي قبل حيث بلغت عدد جرائم الاغتيالات المعلن عنها فقط اكثر من خمسة وعشرين عملية اغتيال كان ابرزها اغتيال مدير الامن السياسي لأبين وقائد حرس اخو هادي وسفير سابق وعدد من قيادات ما تسمى المقاومة وعدد من الجنود و احتلت محافظة عدن المرتبة الاولى في عدد الاغتيالات بثلاثة عشر عملية تليها شبوة وحضرموت لكل منهما اربع عمليات ثم لحج بثلاث عمليات اغتيال وعملية واحدة فاشلة

جرائم الذبح والاعدام والصلب والقتل

شهدت مدينة عدن خلال شهر مارس ابشع جريمة انسانية عندما قامت داعش بقتل اكثر من سبعة عشر مسنا بينهم اربع نساء هنديات في دار العجزة بالشيخ عثمان كما ارتكبت ما تسمى القاعدة جريمة اخرى في المنصورة بصلب اربعة مواطنين على اعمدة احد البنايات ، اما محافظة حضرموت فقد تصاعدت فيها جرائم ما تسمى القاعدة حيث قامت هذه العناصر الاجرامية بذبح جندي واعدام خمسة مواطنين بتهمة ممارسة السحر والشعوذة  كما شهدت المحافظة ايضا عملية جلد في احدى مؤخرة احد المواطنين بتهمة رفعه لعلم جنوبي في حادثة هي الاولى من نوعها تشهدها اليمن

اما عمليات القتل المباشرة والمعلن عنها فقط فقد بلغت اكثر من سبع عمليات توزعت على محافظات ابين ولحج وشبوة فيما تم العثور على جثة احد المواطنين في لحج وخلال هذا الشهر تفردت محافظة حضرموت بعمليات الاختطافات وصلت الى اربع عمليات تليها محافظة ابين بعملية اختطاف وكيل المحافظة وكانت عدن كالعادة تحتل المرتبة الاولى في جرائم الاحتلال تليها حضرموت ثم لحج وبعدها شبوة ثم ابين

التفجيرات بالسيارات المفخخة وغيرها

بالرغم من ان الاحتلال يحاول تقديم صورة غير حقيقة للأوضاع الامنية في المحافظات الجنوبية التي يحتلها الا ان الاحداث والتفجيرات والاغتيالات والمعارك الكبيرة تظهر للقاصي والداني ولا يستطيع العدوان تجالها لكنه يلجأ الى الخداع والتضليل لتقديمها للراي العام تحت عدة عناوين كخلايا نائمه او تطبيق خطة امنية فبعد الشهر الماضي الذي شهد اكثر من اربع عمليات تفجيرات بسيارات مفخخة وانتحاري تبنت جميعها داعش تواصل عناصر الاستخبارات الامريكية المسماة قاعدة وداعش جرائمها بالتفجيرات واستخدام السيارات المفخخة وكل ما يمكن لقتل الشعب اليمني حيث شهد شهر مارس عدة تفجيرات بعبوات ناسفة واربع تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت السيارة الاولى نقطة امنية تابعة لما تسمى بالمقاومة في مديرية دار سعد بعد يوم واحد من الاشتباكات في قصر المعاشيق ثم تفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت معسكرا تابعا لقوات الاحتلال الاماراتية في مديرية البريقة في سياق الصراع بين مرتزقة الاحتلال والفصائل التابعة للنظام الاماراتي والاخرى التابعة لنظام ال سعود وادت الى مقتل اكثر من خمسة وعشرين من مرتزقة العدوان وبعض المواطنين كما تكتمت الامارات على عدد قتلى جنودها في هذه التفجيرات

كما كانت هناك ثلاثة انفجارات عنيفة هزت مدينة عدن قرب مبنى الامن السياسي بالمنصورة  وانفجار في شمال عدن وبعض الانفجارات التي يدعي الاحتلال انه يقوم بتفجير الغام وما شابه و اعلن عن تفكيك الكثير من العبوات الناسفة التي زرعت بالقرب من مراكز شرطة او نقاط امنية تابعة لما يسمى بالمقاومة ، هذه التفجيرات تأتي في سياق الفوضى الامنية التي يزرعها الاحتلال في المحافظات المحتلة وبعضها في سياق صراع النفوذ بين النظامين الاماراتي والسعودي

الخدمات الاجتماعية للمواطن

بالرغم من ان الاحتلال ينشر اخباره بانه يقدم خدمات للمواطن في الجنوب كترميم مدرسة او اعادة تأهيل مستشفى او حديقة الا ان الواقع يثبت خلاف ذلك تماما فالكثير من المحافظات الجنوبية تغرق في الظلام بما في ذلك عدن التي يتم الاعلان بين حين واخر عن خروج محطات الكهرباء عن الخدمة كما ان المياه الصالحة للشرب غير متوفرة بالشكل المطلوب ما يصعب على المواطن توفيرها حتى خدمة الصرف الصحي يشكو المواطنون في عدن وابين من تصاعد هذه الظاهرة التي ملأت بعض الشوارع بالإضافة الى عدم صرف المرتبات للموظفين الحكوميين بالرغم من انها ترسل من العاصمة صنعاء الا ان هناك عدة تساؤلات يبديها الموظفون اين مصيرها ولمن تذهب والبعض يقول ان مرتزقة العدوان ينهبونها ليوزعوها على مليشياتهم كما تفيد بعض الانباء

واحتجاجا على هذه الاوضاع المأساوية خرجت عدة مسيرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بتوفير الخدمات الاجتماعية وفي نفس السياق حاولت أمراءه احراق نفسها بسبب عدم صرف مرتبها التقاعدي الا ان الحاضرات جوارها منعنها بعدما صبت البنزين على جسدها  ..

اما تعامل الاحتلال مع مرتزقته يشير بكل وضوح الى التخلي عنهم وتركهم يعانون العذاب والجراح فبعد ان باعوا وطنهم وقاتلوا الى صف المحتل ها هو يبادلهم بالإهمال المتعمد وتركهم يموتون قهرا وغيضا على سوء مصيرهم وبالرغم من احراق احد جرحى مرتزقة العدوان لنفسه الشهر الماضي في السودان احتجاجا على الاهمال المتعمد وفي محاولة منه لإيصال صوتهم للاحتلال وقياداتهم من المرتزقة تكررت الحادثة خلال هذا الشهر مرة اخرى بإحراق جريح نفسه لنفس الاسباب عدى عن اخراج عدد من جرحى المرتزقة من مستشفيات عدن بسبب عدم دفع تكاليف العلاج من قوات الاحتلال او قياداتهم فيما تكتفي قوات الاحتلال بإطلاق الوعود لعلاجهم

الصراعات بين دول العدوان ومرتزقتهم في الداخل 

لم تتوقف الصراعات والاشتباكات المسلحة بين مرتزقة العدوان منذ اشهر وخلال شهر مارس كانت الاشتباكات مستمرة بشكل شبه يومي في عدن وانتقلت بانتقال الخلافات الى بعض المحافظات كلحج وابين حيث تواصلت الاشتباكات في عدن بهجوم لما تسمى بالمقاومة المحسوبة اماراتيا على قصر المعاشيق لطرد جلال عبدربه هادي ومحمد مارم مدير مكتب هادي في محاولة من الامارات لاستكمال نفوذها بعد نجاحها الشهر الماضي بإخراج هادي من عدن وابقاء بحاح فيها تحت ذريعة تنفيذ الخطة الامنية وبالفعل كان هناك اتفاق بخروج هادي وبقاء بحاح الامر الذي استدعى ردا سعوديا بتعيين على محسن الاحمر الاخواني نائبا عسكريا لهادي ، ومع فشل السلفيين في ايقاف الحملة الاماراتية بالطيران على مرتزقة النظام السعودي قررت السعودية إقالة بحاح المحسوب على الامارات وتعيين على محسن الاحمر نائبا لهادي واحمد عبيد بن دغر رئيسا لحكومته وهذا احد اسباب اقالة بحاح من الزاوية الجنوبية ومن ضمن الاسباب بشكل عام كما يرى مراقبون محاولة العدوان السعودي الامريكي اعادة نظام ما قبل 2011م الى الواجهة لتعيد الوصاية على اليمن بعد فشلهم لمدة عام من العدوان وفي نفس الوقت التفافا على ثورة 21 سبتمبر التي اخرجت الشعب اليمني من الوصاية الخارجية وابرزها السعودية

وتكررت الاشتباكات في قصر المعاشيق لتنتقل الى مديرية المنصورة وبعض المديريات ثم انتقلت الى لحج وابين وبعض المحافظات وتدخل فيها الطيران الاماراتي لدعم المرتزقة المحسوبين عليه ضد القاعدة وداعش ومليشيات الاصلاح المحسوبين على النظام السعودي وخلال الاشتباكات اسقطت القاعدة طائرتين للإمارات احداها حربية والاخرى استطلاعية وسقط خلال هذه الاشتباكات عشرات القتلى والجرحى من مرتزقة الطرفين

  كما شهدت محافظة لحج اشتباكات عنيفة بين مرتزقة الاحتلال من جهة ومن جهة اخرى اندلعت مواجهات بين ما تسمى القاعدة وعناصر من قبيلة باعوضة في مدينة الحوطة بمحافظة لحج  خلفت قتلى وجرحى
وشهدت مدينة عزان بمحافظة شبوة اشتباكات عنيفة بين شباب ال باعوضه حمير وما يسمى بانصار الشريعة القاعدية خلفت قتلى وجرحى من الطرفين ..

اما في حضرموت فحدثت اشتباكات في المكلا على خلاف مخزن اسلحة بين القاعدة وبعض ابناء القبائل وتدخل الطيران الامريكي لدعم القاعدة وتدمير المخزن وبعدها شهدت المكلا اكثر من خمس غارات جوية استهدفت بعض مواقع ما تسمى القاعدة والقصر الجمهوري بالمكلا المقر الرئيسي لها اثر خلافات بين دول العدوان مع القاعدة على ايرادات النفط الذي تبيعه القاعدة للخارج

خطوات الاحتلال لاستكمال مخططاته في اليمن

بعد ان سلم الاحتلال رسميا اكثر من اربعة مدن جنوبية لعناصره الاستخباراتية المسماة قاعده وداعش  وسيطرته على الطريق الاستراتيجي البحري الذي يربط حضرموت بعدن الشهر الماضي تواصلت خطوات الاحتلال في استكمال سيطرته ومؤامراته على اليمن وتمثلت ابرز خطواته خلال شهر مارس الاولى تسليم القاعدة وداعش مدينة ريده الشرقية بحضرموت التي تقع على حدود محافظة المهرة ودولة سلطنة عمان وهو تطور خطير يشير الى نقل الفوضى الامنية الى محافظة المهرة كما انها رسالة ضمنية للعمانيين ، الامر الذي استدعى اجتماعا لقيادات ومشائخ محافظة المهرة والاتفاق على تأمينها ، والخطوة الثانية تمثلت في فتح جبهة ضد الجيش واللجان الشعبية في شبوة لاستكمال السيطرة عليها وصولا الى مارب وتعتبر هاتين الخطوتين محاولة من الاحتلال استكمال السيطرة على الجزء الشرقي لليمن كاملا من حضرموت الى شبوة والمهرة وصولا الى ابين

والخطوة الثالثة في لحج فقد سلم مديرية تبن لعناصر القاعدة تحت مسمى المجلس الاهلي بعد تسليمه مديرية الحوطة عاصمة المحافظة وبعض مديريات لحج الشهر الماضي وهي المدينة السادسة التي يعلن عن تسليمها رسميا بيد عناصر الاستخبارات الامريكية المسماة داعش والقاعدة مع ان المحافظات الجنوبية تخضع عمليا لحكم هذه العناصر الاجرامية

وكخطوة رابعة وتأكيدا على علاقة الاحتلال بعناصر القاعدة وداعش اعلن عن فتح معسكر لداعش في ابين باتفاق بين قياداته مع قوات الاحتلال كما استلمت الامارات قائد ما تسمى القاعدة في المنصورة حلمي الزنجي المتهم بعدة عمليات اغتيالات وتفجيرات وقامت بتهريبه الى ابو ظبي تحت ذريعة اعادة تأهيله

من جانب اخر يواصل الاحتلال تدمير البنية التحتية للدولة اليمنية حيث فجرت ما تسمى القاعدة وداعش مبنى الامن المركزي ومبنى المجمع القضائي واجزاء من مبنى النجدة بالحوطة بلحج بعد إن دمرت الشهر الماضي مبنى الاتصالات وبعض مقرات المعسكرات هناك كما قام طيران الاحتلال بقصف مبنى المجمع الحكومي ومبنى السجن المركزي وغيره في ابين كما قامت عناصر الاجرام بقطع الاتصالات عن حضرموت لأيام

اما الخطوة الخامسة فتمثلت في استقدام العدوان السعودي الامريكي الشركة الامريكية داين كروب للقتال في اليمن ضد الجيش واللجان الشعبية بدلا عن شركة بلاك ووتر التي انسحبت بعد الهزائم الكبيرة التي تلقتها لأول مرة في تاريخها في اليمن

الملف السياسي

سياسيا اشتدت الخلافات بين الامارات والسعودية وانعكس ذلك على مرتزقتهما في الجنوب ظهرت من خلال انقلاب الامارات في بداية الشهر على هادي وطرده من عدن مقابل عودة بحاح لترد السعودية مؤخرا بإقالته وتعيين على محسن الاحمر ثم الاشتباكات العنيفة المتواصلة و فرض الاقامة الجبرية على وزير داخلية هادي وقائد المنطقة الرابعة المعين من قبل الاحتلال ثم استدعائهما الى الرياض وردت ابو ظبي باستدعاء عيدروس الزبيدي محافظ عدن المعين من هادي كما شهد هذا الشهر خلافات كبيرة بين هادي وبحاح على عدة ملفات ابرزها التجنيد ودمج ما يسمى بالمقاومة والجرحى ووو…الخ

وبالنظر الى تحركات المرتزقة فكان الملاحظ خلال هذا الشهر كثرة اللقاءات بين كلا من هادي وعلي محسن وبعض المرتزقة في الرياض بالسفيرين الامريكي والبريطاني بما يؤكد دور هاتين الدولتين الاساسي في العدوان

من جانب اخر كان هناك لقاء بأمير قطر مع رئيس دولة جيبوتي خصص لمناقشة الملف اليمني