اتفاقٌ على الورق… وخروقات يومية تعيد غزة إلى دائرة النار والحصار


رغم مرور نحو شهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في قطاع غزة، إلا أن الواقع الميداني يكشف هشاشة هذا الاتفاق، مع استمرار جيش الاحتلال في تنفيذ سلسلة من الانتهاكات التي تُبقي القطاع تحت وطأة الخطر والمجاعة والدمار.
فقد واصلت قوات الاحتلال، يوم الأحد، خروقاتها اليومية سواء عبر قصفٍ محدود أو عبر الإبقاء على الحصار الخانق ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات شبه المنهارة، ما يجعل أي فرصة للتعافي الإنساني أو الصحي شبه مستحيلة.
وفي الوقت نفسه، تستمر العمليات الليلية لنسف مبانٍ سكنية في وسط وجنوب القطاع، بينما تبقى الشاحنات التي تصل عبر المعابر محملة بمواد هامشية لا تلبّي الحد الأدنى من احتياجات أكثر من مليوني إنسان يعانون من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ غزة.
وتتزايد التقارير الحقوقية حول الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، إذ كشفت صحيفة ذا غارديان عن ظروف احتجاز مروّعة لعشرات المعتقلين في سجن “راكفيت”، حيث يُحتجزون في زنازين تحت الأرض بلا ضوء كافٍ أو غذاء، ويتعرّضون للضرب والإذلال بشكل ممنهج، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.
ميدانياً، تتابع الأوساط الإسرائيلية تقارير حول قرب تسليم جثة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين بعد تمكن كتائب القسام من استخراجها من منطقة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في رفح. وقد أثار توجه رئيس الأركان إيال زامير إلى منزل عائلة غولدين تكهّنات بأن عملية التسليم باتت وشيكة ضمن ترتيبات خاصة.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 69 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر، مع استمرار فرق الإنقاذ في انتشال جثامين جديدة من تحت الركام، ليبقى القطاع يعيش حتى في لحظات الهدوء موتًا مؤجّلًا وخطرًا لا ينجلي.