تحالف الحرب يستقطب المعلمين بعد حرمانهم من رواتبهم في الجنوب اليمني
تشهد المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي أزمة تعليمية خانقة، بعد أن أغلقت عشرات المدارس أبوابها إثر انقطاع رواتب المعلمين للشهر الخامس على التوالي، ما فاقم من حالة الشلل التام في القطاع التربوي ودفع بعض الكوادر إلى خيارات مأساوية.
في محافظة شبوة، وثّقت مشاهد مصوّرة نشرها الناشط أحمد سالم فرج إغلاق مدرسة “عتق الموحّدة” بالأقفال، في مشهد يعكس الانهيار الكامل للمنظومة التعليمية. وأوضح فرج أن المدرسة التي خرجت أجيالاً من أبناء المحافظة توقفت عن العمل دون أي توضيحات رسمية، فيما يتواصل الإضراب الشامل في معظم المدارس منذ يوم الأربعاء، احتجاجاً على تأخر المرتبات في ظل تدهور المعيشة وانعدام مصادر الدخل.
وبحسب مصادر محلية، لجأ العديد من المعلمين والتربويين إلى أعمال حرة أو مؤقتة لتأمين احتياجات أسرهم، بينما اضطر آخرون إلى الانضمام إلى فصائل مسلحة ممولة من التحالف السعودي الإماراتي، مقابل رواتب شهرية زهيدة لا تتجاوز ألف ريال سعودي. هذه الخطوة، بحسب مراقبين، تُعدّ وسيلة جديدة للتحالف لاستقطاب الكوادر التعليمية وتحويلهم إلى أدوات في صراعاته داخل المحافظات المحتلة.
وقد أثار توقف العملية التعليمية موجة استياء واسعة في أوساط الأهالي والطلاب، الذين حمّلوا حكومة التحالف والسلطات المحلية المسؤولية الكاملة عن انهيار التعليم وحرمان آلاف الأطفال من حقهم في التعلم، مطالبين بسرعة صرف رواتب المعلمين وإنقاذ ما تبقّى من المدارس.
ويرى مراقبون أن هذا التدهور الحاد لا يمثل أزمة مالية فحسب، بل يهدد النسيج الاجتماعي ويعمّق مظاهر الانقسام والاضطراب في المحافظات الجنوبية، حيث تحوّلت رواتب المعلمين إلى ورقة ضغط تُستخدم لتجنيد المدنيين وإدامة الفوضى.