40 منظمة دولية تتهم إسرائيل بخنق المساعدات إلى غزة وسط صمت غربي مريب
في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وجّهت 40 منظمة إنسانية دولية، بينها أطباء بلا حدود وأوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين، اتهامات مباشرة للاحتلال الإسرائيلي بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، عبر فرض نظام تسجيل معقد يعيق عمل المنظمات الدولية ويزيد من معاناة السكان.
وكشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن سلطات الاحتلال رفضت 99 طلباً لإدخال المساعدات خلال الأيام الاثني عشر الأولى من إعلان وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن معظم هذه الطلبات كانت مقدمة من المجلس النرويجي للاجئين الذي تم حرمانه بالكامل من تصاريح الدخول. وأوضحت الصحيفة أن ثلاثة أرباع قرارات الرفض جاءت بحجة أن المنظمات “غير مخوّلة بتقديم المساعدات”، وهو ما وصفته المؤسسات الإنسانية بأنه ذريعة سياسية لتجويع المدنيين واستمرار الحصار بطريقة مقنّعة.
وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين إن منظمته تواجه “طريقاً مسدوداً”، مؤكداً أن السلطات الإسرائيلية تماطل في إجراءات التسجيل وتبرر رفضها بدعوى أن الطلبات “قيد المراجعة”، ما يعني عملياً منع دخول المواد الإغاثية الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء ومستلزمات الطوارئ.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت يستمر فيه الدعم الأمريكي والأوروبي للعدوان الإسرائيلي، الذي حوّل غزة إلى كارثة إنسانية مفتوحة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجازر متواصلة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 68,800 مدني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد على 170 ألف شخص، في حين لا تزال آلاف الجثث عالقة تحت الأنقاض دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها بسبب القصف المستمر والحصار المشدد.
المنظمات الإنسانية طالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنهاء العراقيل التي تفرضها إسرائيل، وبتفعيل آليات مراقبة أممية لضمان تدفق المساعدات إلى أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر الجوع والمرض في القطاع المعزول.