سجن النقب يتحول إلى “مقبرة بطيئة” للأسرى الفلسطينيين
حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من أن سجن النقب الصحراوي يشهد أوضاعًا مأساوية غير مسبوقة، في ظل تصاعد عمليات القمع والإهمال الطبي المتعمّد بحق الأسرى الفلسطينيين، مؤكدة أن السجن بات “مقبرة بطيئة” تدار بسياسة انتقامية منظمة.
وذكرت الهيئة، في بيان صادر عنها عقب زيارة ميدانية لمحاميها، أن الظروف المعيشية داخل السجن “تقترب من الانهيار الكامل”، إذ يعاني الأسرى من انتشار أمراض جلدية خطيرة بسبب انعدام النظافة وغياب مواد التعقيم، وسط تجاهل إدارة السجن للمطالب الإنسانية الأساسية.
طعام ملوث ورعاية طبية غائبة
وبيّنت الهيئة أن الوجبات التي تقدم للأسرى “رديئة وفاسدة في كثير من الأحيان”، ما تسبب في ظهور أعراض سوء تغذية وضعف المناعة بين المعتقلين، مشيرة إلى أن إدارة السجن ترفض تحسين نوعية الطعام أو زيادته رغم النداءات المتكررة.
وفي الجانب الصحي، أكدت الهيئة أن العيادة التابعة لإدارة السجن “خالية من الأطباء المختصين والأدوية الحيوية”، حيث يُترك المرضى يتألمون دون علاج، في ما وصفته بأنه إهمال طبي متعمد يشكل جريمة بحق الإنسانية.
اقتحامات ليلية وعقاب جماعي
وأشارت الهيئة إلى أن وحدات القمع الإسرائيلية تنفذ اقتحامات متكررة للأقسام ليلاً، يتخللها اعتداء وضرب وتجريد للأسرى من متاعهم الشخصي، في إطار سياسة ترهيب تهدف إلى كسر إرادتهم وإضعاف معنوياتهم.
وأضافت أن إدارة السجن تفرض عقوبات جماعية قاسية تشمل منع الزيارات، وحرمان الأسرى من الاتصال بذويهم، ونقل عدد منهم إلى زنازين انفرادية في ظروف قاسية.
دعوة لإنقاذ عاجل
وطالبت الهيئة المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، بالتحرك السريع لإنقاذ حياة الأسرى وفضح ممارسات الاحتلال التي تتنافى مع اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
كما حمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة آلاف الأسرى، محذّرة من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية داخل السجون الإسرائيلية.
وبحسب آخر إحصاءات نادي الأسير، يرزح في سجون الاحتلال نحو 9 آلاف أسير، بينهم أكثر من 3,700 معتقل إداري و450 طفلًا و53 امرأة، فيما يُعد سجن النقب من أكبر وأقسى المعتقلات التي تُمارس فيها سياسة التنكيل المنهجي.