في ذكرى العطاء والشهادة .. اليمن يوجه تحذيراً نارياً للعدو الصهيوأمريكي (تفاصيل)
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات، تنظيم مسيرات مليونية حاشدة تحت شعار “عامان من العطاء ووفاء لدماء الشهداء”، في ذكرى مرور عامين على انخراط اليمن في معركة البحر الأحمر دعماً لغزة والقضية الفلسطينية. البيان الصادر عن هذه المسيرات جاء حافلًا بالرسائل والدلالات، حاملاً في طياته إشارات واضحة إلى التوجهات العسكرية والسياسية والإيمانية التي تتبناها صنعاء في إطار ما تصفه بـ”المعركة الكبرى” ضد قوى الاستكبار.
زفت الحشود المليونية في بيان مسيرات ’’ عامان من العطاء ووفاء لدماء الشهداء ، نبأ إستشهاد الشهيد القائد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان، والذي هو أحد أبرز القادة الجهاديين الذين ساهموا في إلحاق الهزائم المذلة بأمريكا وبريطانيا في البحار، والعدو الصهيوني على مدى عامين.
البيان حرص على التأكيد أن الموقف من فلسطين ليس موقفًا ظرفيًا، بل موقف مبدئي، إيماني، وأخلاقي، مجددًا العهد بالثبات إلى جانب غزة والأقصى المبارك، كما أن استحضار اسم الشهيد الكبير يحيى السنوار يحمل دلالة سياسية واضحة، ويكشف عن تموضع متقدم لليمن على المستوى الإقليمي، كما يعبّر عن رؤية جامعة تعتبر المعركة ضد العدو الإسرائيلي معركة واحدة، أينما كانت الجبهة.
الرسالة الأقوى في البيان تجسدت في التذكير بالجهوزية الدائمة للعودة إلى المواجهة، إن عاد العدو إلى غدره أو نكثه.
بهذه العبارة، وجّهت الجماهير المليونية في كل الساحات تحذيرًا مباشراً إلى العدو الصهيوأمريكي، مؤكدة أن وقف العمليات في البحر الأحمر الذي جاء استجابة لمتغيرات ميدانية وسياسية لا يعني انتهاء المواجهة.
دعا البيان شعوب الأمة إلى العودة الصادقة والعملية إلى القرآن الكريم، بوصفه نور الله وهداه، وهذا الطرح يتجاوز الجانب الدعوي إلى مشروع ثقافي حضاري شامل، كونه البديل عن التبعية الثقافية والسياسية التي تعاني منها كثير من المجتمعات العربية.
إنها دعوة لبناء وعي، يعيد الاعتبار للهوية الإيمانية، ويستنهض الأمة من بوابة العقيدة وليس فقط من باب السياسة.
ما ورد، في البيان ، تأكيد على عمق الشراكة مع فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، ورسائل ردع واضحة للعدو الأمريكي والإسرائيلي وحتى البريطاني ، واستنهاضًا للشارع العربي والإسلامي نحو مشروع حضاري مقاوم.
البيان يمثل خطاب إستراتيجي يعيد رسم الدور اليمني الذي بات فاعلاَ في مستقبل المنطقة، سياسياً وعسكرياً وثقافياً.