القمر العملاق يزيّن سماء العالم العربي الليلة في مشهد يخطف الأنظار
يشهد العالم العربي ظاهرة فلكية نادرة ينتظرها عشاق السماء، حيث يظهر القمر العملاق بأبهى صوره، أكثر سطوعاً بنسبة 30% وأكبر حجماً بنحو 14% من المعتاد، في مشهدٍ يأسر الأبصار ويعيد للأذهان سحر القمر في الأساطير القديمة.
ويحدث هذا المشهد عندما يصل القمر إلى أقرب نقطة من الأرض في مداره البيضاوي والمعروفة باسم “نقطة الحضيض”، متزامناً مع اكتماله بدراً كاملاً، ليبدو أكثر إشراقاً خصوصاً عند اقترابه من الأفق حيث يظهر أكبر حجماً بسبب الخداع البصري.
ويؤكد الفلكيون أن المسافة بين الأرض والقمر في هذه الليلة تبلغ نحو 360 ألف كيلومتر فقط، أي أقرب بحوالي 25 ألف كيلومتر من متوسط المسافة المعتادة، ما يمنح البدر مظهراً أكثر امتلاءً وسطوعاً في السماء.
ويشير الخبراء إلى أن الصور المتداولة على الإنترنت التي تُظهر قمراً ضخماً يغطي الأفق ليست دقيقة، إذ تعتمد على عدسات مقربة، بينما في الواقع يمكن لأي شخص تغطية القمر بإصبعه عند النظر إليه مباشرة.
ويحدث القمر العملاق عادةً من ثلاث إلى أربع مرات سنوياً، وقد يتزامن أحياناً مع كسوف كلي فيتحول إلى “قمر عملاق دامي” كما حدث آخر مرة في مايو 2022، ومن المتوقع أن تتكرر هذه الظاهرة في أكتوبر 2032.
كما شدّد العلماء على أن لا علاقة بين القمر العملاق والكوارث الطبيعية، موضحين أن تأثيره على المدّ والجزر طفيف للغاية ولا يتسبب في أي اضطرابات جيولوجية.
وتُعدّ هذه الليلة فرصة مثالية لعشاق الفلك والتصوير لمتابعة البدر العملاق بأعينهم المجردة دون الحاجة لأي أدوات، حيث يكفي النظر إلى السماء الصافية مع حلول المساء للاستمتاع بمشهد سماوي ساحر لا يتكرر كثيراً.