المقاومة: نبض الحق وصوت الأحرار
البتول المحطوري
أرضٌ ارتوت من دماء الشهداء، وتكسّرت على صخورها كلُّ مؤامرات الأعداء، تقف المقاومة من بين الركام شامخةً، عصيّة، كأنّ القدر شاء لها أن تبقى مدى الأزمان ما دامت يدُ الظلم والطغيان تُحيط برقاب الضعفاء.
ليست المقاومة مجرّد رصاصات تنطلق من فوهات البنادق، بل هي روح أمّة، ونبض شعب، وضمير حيّ.
إنها حكايةُ مسيرةٍ لا تعرف للخنوع طريقًا، ولا للاستسلام سبيلًا، رأسها يعانق السماء، ويدها تدكّ أعتى الأعداء.
المقاومة ليست ردّة فعلٍ ارتجاليًّة فقط، بل فعلٌ نابعٌ من أعماق الإيمان بالحق، حوّلت الحصار إلى فرصة، والدمار إلى عِزّة، والجراح إلى أهازيج بسالة.
في كلّ شهيدٍ يرحل، تولد ألفُ روحٍ لا تعرف للجبن سبيلًا
، وفي كل جدار يُهدم، يُزرَع في القلوب ألفُ جدارٍ من الكبرياء والعزة.
إنها المقاومة… أحرف كُتبت لا بالحبر، بل بالدم، رسمت مشروعها من نفحات القرآن، وبُنيت من أجساد الأبرياء المضطهَدين. هي شجاعة لا تُشترى، ولا تُدرَّس، بل تولد في قلب كلّ حرٍّ عرف أن الأرض ليست مجرّد كومة تراب، بل عرضٌ وشرفٌ يجب أن يُصان.
فيا من تسألون عن البسالة والشجاعة، انظروا إلى عيون أطفال غزة.
ويا من تبحثون عن البطولة، أَنصتوا جيّدًا، فهي تخرج مع نسائم العليل، و يا من تجهلون معنى الرجولة والشهامة، تعلّموها ممّن يرفعون الحجارة دفاعًا عن القدس الشريف.
فيا أهل فلسطين، يا من سجلتم أعظم الملاحم بصبركم، وجعلتم من كفاحكم سلاحًا يتوقد بين أيدي المجاهدين، سلامٌ عليكم، يا من أيقظتم ضمير الأحرار بعد أن ناموا في سبات الارتهان،
ستبقون وستبقى المقاومة نارًا مستعرة على كلّ مغتصبٍ،
ونورًا يُضيء الطريق للأجيال القادمة ،ورايةً تلوّح في سماء العزّة، لا تعرف الانكسار.