إعلام الصدق يتفوق

علم

عبدالخالق العجري

في يوم السادس والعشرين من مارس للعام 2015 م أعلن العداون السعودي الأمريكي عدوانه على اليمن من البيت الأبيض وبطريقة رسمية وعلنية ومفاجئة.

وفي آخر تلك الليلة قصف العدوان السعودي الأمريكي العاصمة صنعاء مستهدفا المدنيين والمطارات والمنشآت, وبأبشع صورة  ليتجلى للجميع مدى الحقد السعودي الأمريكي على هذا الشعب اليمني العظيم وعلى مقدرات هذا البلد.

ومن يومها والسيد القائد حفظه الله تعالى لم يبدأ بتحريك الجبهات في ميادين القتال ضد هذا العدوان  ,, ولمدة أربعين يوما استمرت هذه الحكمة دون رد عسكري على العدوان, وذلك ليعلم الجميع بأن العدوان مستمر دون أي مبرر ومدة أربعين يوما كافية لمن كان له عقل ولب في أن يعلم بأنه عدوان همجي نهجه القتل والدمار  سواءا كان هناك من يرد عليه عسكريا أم لا.

وكانت هذه المدة الأربعين يوما من أسوأ الأيام على شعبنا اليمني العظيم وبلدنا المبارك، حيث ارتكب العدوان فيها أبشع المجازر وارتكب فيها أقذر حرب عرفها التاريخ.

الجبهة الإعلامية:

أما بالنسبة للجبهة الإعلامية فهي الجبهة التي كان دورها مواجهة العدوان من اللحظة الأولى التي ارتكب فيها العدوان حماقاته ومجازره ودماره على شعبنا وبلدنا.. فهتفت الجبهات الإعلامية منددة بالعدوان وفاضحة له على أعلى المستويات.

واشتغلت وتفعلت بكل أقسامها المتلفزة والإذاعية والصحف والمواقع الإخبارية وحتى على المستوى الفردي فكل فرد شريف جعل من نفسه جبهة إعلامية لمواجهة العدوان وفضحه على وسائل التواصل الاجتماعي  بكل أقسامه.

وكان على رأس هذه الوسائل الإعلامية هي القنوات الرسمية  اليمن وسبأ وعدن والإيمان قناة المسيرة الفضائية قناة صدق الكلمة أيضا كانت على الصدارة مواكبة للأحداث وفضحا للعدوان وعلى وتيرة قوية , ودورها لا يخفى على متابع، وكذلك قناة الساحات التي قدمت دورا مميزا في فضح العدوان وتعرية مشاريعه، وقناة اليمن اليوم  هي الأخرى أبرزت تلك الجرائم التي ارتكبها العدوان  وفضحته على أعلى المستويات.

ولا ننسى ولن ينسى اليمنيون أبدا  الدور البارز لوسائل الإعلام غير المحلية  التي واكبت الأحداث وعرت العدوان وسعت جاهدة لفضحه ’’ كقناة المنار،  وقناة العالم،  وقناة الاتجاه ، وقناة الميادين  ,,  وقناة الثبات وقناة الإباء والكثير الكثير من القنوات  الحرة  المناضلة التي عرفت في الماضي  والحاضر بمقارعتها للعدوان ، وقيامها في صف الشعوب المظلومة.

كما كان ولايزال ما تقدمه الإذاعات الرسمية المحلية من زخم إخباري وحواري وبرامجي  سلاحا فاضحا ومعريا للعدوان في كل لحظة ومع كل حدث.

وما تقدمه الإذاعات المحلية الغير الرسمية من فضح وتعرية للعدوان  هو الآخر أسهم بشكل بارز في  إسقاط المشروع الأمريكي في المنطقة.

وما تقدمه إذاعة الحكمة اليمانية سام إف إم  ليس خافيا على أحد ببرامجها وأخبارها ومواكبتها المستمرة التوعوية والتعبوية والتي كان لها دورها الكبير في التعريف بالمظلومية , وإقناع الكثير بضرورة المواجهة ضد العداون الغاشم .

وإذاعة صوت الشعب التي بحق كانت ولازالت اسما على مسمى, وقدمت وتقدم الكثير الكثير من الرفد الإعلامي والتعبوي والتوعوي  والذي فضح وعرى مشاريع العدوان القذرة، وكذلك الإذاعات المتفرعة من بعض القنوات المذكورة سابقا.

ولن ننسى الدور البارز للإذاعة الحرة المناضلة والتي واكبت الأحداث في أشد مرحلة  رغم التهديد المستمر والمحتمل بقصفها في أي لحظة  وهي إذاعة صعدة, والتي فعلا قصفت في بدايات هذا العدوان الأرعن.. الكثير الكثير من المواقع الإخبارية المحلية الرسمية والخاصة وكذلك الصحف  المتعددة التي  كانت أيضا في مقدمة المواجهة الإعلامية ضد العدوان.. كل هذا الزخم  وأكثر منه  كان له دوره البارز في زعزعة العدوان وخلط أوراقه .

ولعظم الهزيمة المدوية  للعدوان الأمريكي السعودي سعى جاهدا لطمس كل نور إعلامي يرمي باسمه الحقيقة في وجهه ,, ولتدمير كل منبر إعلامي يهتف بالحق ويفضح مشروعه العدواني المتغطرس، فسعى العدوان  للتشويش بداية على القنوات المناوئة لمشروعة  سواءا  الرسمية أو المحلية الخاصة أو العربية  , واستمرت معركة التشويش  على القنوات  وقتا  لا بأس به , لكن العدوان شعر بأن تلك الطريقة والوسيلة  فضحته أكثر , وجعلت المواطن العربي والمسلم يتساءل لماذا؟.وجعلت المواطن يتابع تلك القنوات بشغف أكبر، فأقدمت قوى العدوان على الضغط على إدارة النايل سات وإرغامها على حذف القنوات الرسمية اليمنية وقناة المسيرة واليمن اليوم من مدارها تماما,, وفعلا حذفت إدارة النايل هذه القنوات المواجهة للعدوان ,,  لكن من القنوات التي خصصت وقتها بكله لمواجهة العدوان من قررت إدارتها الحرة الشريفة وطاقمها المناضل المجاهد أن يفتح مساحة زمنية  لعرض نشرة قناة المسيرة والتي يعتبرها المواطن اليمني والمسلم  وحتى العدوان  يعتبرها الكل أنها الحقيقة والصدق وبها الخبر اليقين، لكن العدوان  أقدم  أيضا على حذف قناة الساحات من خارطة القنوات بالنايل سات، قناة اليمن وقناة المسيرة والساحات واليمن اليوم  تعاقدوا مع إدارة قمر اكسبرس الروسي  وبدأ بث تلك القنوات على ذلك القمر.

واللافت أن القمر رغم قلة القنوات فيه ورغم أنه لا يعد من الأقمار التلفزيونية المعروفة, إلا أن المواطن اليمني والعربي والمسلم بل وحتى الموالين للعدوان ,, اتجهوا لمتابعة هذا القمر بشلكل لافت للنظر، واشتهر القمر الروسي اكسبرس  شهرة كبيرة.

المواطن اليمني حول صحن الرسيفر باتجاه اكسبرس ,, وبعضهم ألغى النايل سات تماما  , وفرغ وقته لمتابعه هذه القنوات، بل وصل بالعدوان الحد إلى أن استهدف مباشرة بصواريخه وقنابله المحطات الإعلامية , حيث استهدف مكتب قناة المسيرة بمحافظة صعدة بأكثر من خمس غارت  نسفه كليا ’’’ ظانا أن ذلك سيثني العاملين بهذه القناة عن جهادهم وتوجههم المضاد للعدوان, واستهدف قطاع التفلزيون الرسمي في العاصمة صنعاء بسيل من الغارات، واستهدف قناة اليمن اليوم, واستهدف اذاعة صعدة ونسفها تماما,, ولاحق الوسائل الإعلامية في كل مكان.

أمام صمود أسطوري لكل العاملين في تلك المؤسسات الإعلامية  المناوئين للمشروع الصهيو أمريك سعودي ,,, واستشهد كوكبة من الإعلاميين  المناضلين سواء من عاملي قناة المسيرة أو قناة اليمن الرسمية أو قناة اليمن اليوم أو إذاعة سام إف إم  ,, وشهداء الميادين من جبهة الإعلام الحربي ,,, والذين أبوا إلا أن يضحوا بأنفسهم رخيصة للوقوف في وجه هذا العدوان الأمريكي السعودي المتغطرس.

بهذا التصرف العدواني كان للمحيط الإعلامي والحقوقي كلمته فقد تحول ذلك التعسف من وسيلة ردع كما ظنها المعتدون , إلى وصمة عار وفضيحة أخرى تسجل وتحسب ضد هذا العدوان الأحمق.

فاضطر وبعد رفع ملفات حقوقية وطلبات قانونية لتلك القنوات لإدارة النايل سات, اضطرالعدون إلى  ترك المجال للنايل سات لإعادة بث تلك القنوات, ولكن نظرا  للدور الإعلامي الكبير الذي أحرج العدوان في جميع المناحي ,, لازال العدوان وبين الفينة والأخرى يشوش على هذه القنوات ,, وفي كل مرة  يزيد تعريه أمام العالم بكله.

ونظرا للكثافة الإعلامية في هذه الجبهة الكبرى  توسعت وسائل توصيل الحقيقة إلى الجميع  وخصصت قناة المسيرة مثلا  مساحة في اليوتيوب لعرض جميع المقاطع المتعلقة بالعدوان على اليمن والمتعلقة بالانتصارت المدوية  الممتدة من نصر الله وتأييده لهذا الشعب اليمني والعظيم، فلجأ العدوان عندما رأى  الإقبال الغير مسبوق من المتابع العربي والمسلم والأجنبي  وبأعداد مهولة صفعت وجهه المشوه ,, لجأ إلى الضغط أيضا على إدارة اليوتيوب لإيقاف عرض تلك المقاطع والمتعلقة بالعدوان والمجازر وبالانتصارات الساحقة للشعب اليمني الصامد الصابر المتكل على الله.

وفي اليوم الذي أعلن فيه السيد القائد بدء مرحلة الرد وبدأ الرد المدوي والفاعل والمؤيد بنصر الله وعونه ,, كانت الأمور تسير بعكس تيار العدوان, وكانت خطوات جبارة مرغت أنف العدوان في التراب, والذي كان قد أشعل الفتن في الداخل اليمني ودعم مرتزقته لخلخلة الصف وللاقتتال الداخلي , لإلهاء رجال الرجال عن أن ينالوا منه في أوكاره وداخل تحصيناته، لكن كان الله في العون وتوجيهات القائد حفظه الله كانت مسددة بتسديد الله، ومن يومها تحركت الجبهة الإعلامية الأخرى والتي هي من نوع آخر.. إنها جبهة الإعلام الحربي .

وهذه الجبهة برزت في كل ميادين القتال بنقلها الوقائع من أرض الحدث مسجلة كل ما يلقاه العدوان من خسائر وهزائم  بأوضح وأجلى صورة، ومن ثم بث تلك المقاطع عبر قناة المسيرة أو قناة اليمن وتوزيعها أيضا على بقية القنوات، فكانت الصفعة الكبرى للعدوان، والتي فاجأته بكل معنى الكلمة.

ولطالما حاول العدوان أن يصنع له جبهة للإعلام الحربي  تصاحبه في كل تحركاته، إلا أنه باء بالفشل  فلم يلق  إعلاميا واحدا من أتباعه عنده الكفاءة للنزول الميداني في جبهات القتال، فاضطر العدوان الأرعن إلى استخدام الأكاذيب والصور المفبركة والفوتشوب والافتر افكتس, بل الأسخف من ذلك أنه استخدم لقطات من ألعاب السوني المشهورة المعروفة، مدعيا أنها عملية عسكرية لجنوده, والتي أضحك صديقه قبل عدوه، وإلى اليوم وهو يتخبط فاضحا نفسه أكثر فأكثر, ومرتزقته في الداخل بنفس النفسية, فعند كل انهزام وخسران لهم , يلجأون لنشر مقاطع تمثيلية  واضحة ومفضوحة , وهذه المشاهد تظهرهم  أبطالا وشجعانا, واقتحامات وهمية على أهداف وهمية ,, مدعين أنها معارك مع من أسموهم الحوثيين, ظنا منهم بأن تلك الأكاذيب هي الحل للتعبئة وإعادة المعنويات المنهارة أصلا بين صفوفهم, فيأتي أحدهم  الملقب الصنعاني ويفضحهم علنا وتلفزيونيا ويسخر منهم ومن تمثيلهم وضحكهم على عقول الشباب ,, وصرح بأنه مارس معهم الكثير من تلك المشاهد المكذوبة,  لكن جبهة الإعلام الحربي تفضحهم وتعريهم وهم يهربون في الميادين كما تهرب الأرانب، كما كان للجبهة الإعلامية على وجه العموم  دورها الفاضح لتلك القنوات الرخيصة والتي باعت نفسها من الباطل وسخرت نفسها جنبا لجنب مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، وظهر التخبط على تلك القنوات وعلى رأسها الجزيرة والعربية، واللافت أيضا أن هذا العدوان الأرعن أظهر قنوات أخرى لم يكن في حسبان الكثير أنها تتماشى مع المشاريع التدميرية العدوانية, والمعركة الإعلامية  لا تخفى على متابع.

وبحمد الله تعالى فبالرغم من قلة وندرة وسائل الإعلام التي سخرت نفسها في سبيل الله والمستضعفين ,, وكثرة وشهرة وقوة وقدرات وسائل إعلام الباطل ,, إلا أن الجبهة الإعلامية القائمة مع مظلومية هذا الشعب العظيم كانت المنتصرة في كل الميادين, وفضحت العدوان  أمام العالم بأكمله, وأثبتت أنها محل الصدق والثقة وأن وسائل إعلام العدوان محل الكذب والخسران. وما النصر إلا من عند الله  والله غالب على أمره.