السيد القائد عبد الملك الحوثي: القضية الفلسطينية تفضح خذلان الأمة وتكشف زيف دعاة الفتنة
قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إن القضية الفلسطينية كشفت زيف من وصفهم بـ”دعاة الفتنة”، الذين يتحركون بإيعاز أمريكي وإسرائيلي لإشعال الصراعات داخل الأمة الإسلامية، بينما يصمتون أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته، اليوم الخميس، أوضح السيد عبدالملك الحوثي أن ما شهدته المنطقة خلال السنوات الماضية من حروب تكفيرية عبثية، موّلتها أطراف إقليمية ودولية، استنزف مليارات الدولارات، بينما لم يتحرك هؤلاء للدفاع عن شعب غزة، رغم أن مظلوميته باتت معترفاً بها عالمياً.
وانتقد السيد القائد ما وصفه بـ”الخرس” أمام العدو الصهيوني، قائلاً إن هناك أطرافاً في العالم العربي ترفع صوتها فقط حين يتعلق الأمر بالفتن الداخلية، بينما تلتزم الصمت أمام اعتداءات الاحتلال، مؤكداً أن “من يرفع شعار الجهاد لا يجد ميداناً أقدس من فلسطين، إلا إن كان جهاده موجهاً حسب هندسة أمريكية لإثارة الطائفية”.
كما تساءل عن غياب التيارات الإسلامية، بأحزابها وجمعياتها، عن ساحة النصرة الحقيقية، قائلاً: “هل تنتظرون أن يُباد أبناء غزة بالكامل أو يُهجّروا قسراً حتى تتحركوا؟”، مشيراً إلى أن “من لا يُبدي الرحمة تجاه المظلومين، لا مصداقية لعناوينه الدينية”.
وانتقد السيد الحوثي بشدة موقف بعض المؤسسات الدينية، وتحديداً الأزهر، الذي قال إنه “سحب بياناً لمجرد احتوائه على عبارات تنتقد جرائم الاحتلال”، معتبراً أن هذا الموقف يعكس حجم الانحدار والانقياد الرسمي أمام الهيمنة الغربية.
وأضاف أن الأمة الإسلامية تعيش واقعاً غير طبيعي حتى من ناحية “الحد الأدنى من المشاعر الإنسانية”، مؤكداً أن أي أمة أخرى غير مسلمة، لو تعرّضت لما يتعرض له الفلسطينيون، لكانت قد انتفضت على الظلم والعدوان.
واعتبر السيد الحوثي أن هذا الجمود يعكس أزمة إدراك وغياباً للتربية الإيمانية الحقيقية، لافتاً إلى أن الأنظمة الرسمية تربي شعوبها على الاستسلام والذل، وتعمل على “إفراغ النفوس من كل دوافع الكرامة والحرية”.
وشدد على أن ما يجري في فلسطين لا يمكن اعتباره مجرد “أحداث عابرة”، بل هو جزء من مشروع أمريكي-إسرائيلي معلن لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يضمن إذلال شعوبه ومحو هويتها، قائلاً: “حين يقولون تغيير الشرق الأوسط، يقصدون تدميركم كعرب، واستعبادكم، وفرض حذاء الاحتلال فوق رؤوسكم”.
وفي ختام كلمته، دعا السيد عبدالملك الحوثي إلى كسر الجمود، والتحرك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني، قائلاً: “لا تنتظروا أحداً، انظروا إلى صمود المجاهدين في غزة، واستنهضوا أنفسكم وواقع أمتكم”.