قطر تهدد بإعادة توجيه صادرات الغاز.. وتحذّر أوروبا من “خسارة شريك استراتيجي”
في تطور جديد ينذر بتوتر متصاعد بين الدوحة وبروكسل، وجّهت قطر تهديدًا رسميًا للاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في استمرار صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى القارة العجوز، في حال مضى التكتل الأوروبي في تنفيذ تشريعات بيئية وحقوقية جديدة تراها الدوحة مساسًا بسيادتها.
وكشفت وكالة رويترز عن رسالة رسمية وجّهها وزير الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، إلى الحكومة البلجيكية في 21 مايو الماضي، أكد فيها أن بلاده “قد تضطر لإعادة توجيه صادراتها إلى أسواق بديلة خارج أوروبا”، في حال لم يتم تعديل التشريع الجديد.
وتعترض قطر على بند يُلزم الشركات الكبرى بامتلاك خطة للحد من الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ، معتبرة ذلك تدخلاً في الشؤون السيادية. وقال الكعبي في الرسالة:
> “ليس لدى دولة قطر أو شركة قطر للطاقة أي خطط لتحقيق صافي انبعاثات صفرية في المستقبل القريب”، مضيفًا أن التشريع “يُقوّض حق الدول في تحديد مساهماتها الوطنية”.
وتُعد قطر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال عالميًا بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وتوفّر نحو 12% إلى 14% من واردات أوروبا من الغاز المسال منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
وفيما تتفاوض مؤسسات الاتحاد الأوروبي على تعديلات لتأجيل تطبيق التشريع حتى 2028، إلا أن قطر ترى أن هذه التعديلات غير كافية، لا سيما مع فرض غرامات محتملة تصل إلى 5% من المبيعات العالمية على الشركات غير الملتزمة.
وفي حال اتجهت الدوحة بالفعل إلى تحويل صادراتها نحو أسواق مثل الصين والهند، فإن ذلك سيُحدث خللًا في ميزان الطاقة الأوروبي، ويُضعف من قدرة القارة على مواجهة أي اضطرابات مستقبلية في الإمدادات.