ألف تحية وألف سلام

بقلم / حسن حامس

 

لم نغفل مناسبة حلول شهر رمضان المبارك ولم تغب عن بالنا تهنئة جيشنا وأبطاله البواسل والتبريك لحراس حدودنا بمثل هذه المناسبة العزيزة علی قلوبنا أعادها الله علينا وعلی أبناء الأمتين العربية والإسلامية وهم في صحة وسلام .

لقد انشغلنا عن مثل هذه المناسبة الطبيعية بتلك المناسبات التي تصنعونها يوميا وتنسجون خيوطها من رحيق دماءكم وتعطرونها بأريج وعبق عرقكم .

إنتصاراتكم المتوالية أفقدتنا السيطرة علی التاريخ ، فكل يوم ترفعون فيه ألف راية وتحررون ألف مهجة وتعتقون مليون رقبة ، لقد ابتلاكم الدهر واختبركم الزمن فكنتم خير من مشی علی الأرض في هذا الزمن إذ تجاوزتم المعقول وصنعتم اللامعقول ، وأذهلتم العالم بصمودكم وأدهشتم الكون بتفانيكم ، وأبيتم إلا أن تكون لكم الصدارة ولكم الجدارة في الوجود ، واستحقيتم المراتب الأولی في الشهامة والرجولة والبطولة والشجاعة ، واعتليتم صهوة المجد بلا منازع فهي مكانكم الطبيعي .

لقد جعلتم الزمن يستحي ويقف عند أقدامكم مبهورا من كثرة الأيام التي أشعلتم شموسها ولونتم خيوط فجرها بألوان البطولة والفداء ، وأخجلتم الإنسانية في سماحتكم وقوة بطشكم وجمعتم الأضداد وأنشأتموها صنعا آخر ، فبوركت أياديكم السمراء ، وزادها الله قوة وبأسا، تهنئة حارة وخجولة بين أيديكم نرفعها إلی عالي مقامكم الكريم ، فأنتم علی ضفاف الجنان تحرسونها من عبث العابثين وكيد الكائدين ، تمنون علينا كل يوم بمناسبة ، وتزفون إلينا كل يوم انتصارا ، لقد ملأتم حياتنا عزة وزاد بكم رصيد كرامتنا بين الأمم ، فأنتم خيرة الحراس وأفضل خلق الله بين الناس ، لايوجد في قواميس العالم كلمات يمكن أن نختزلها لننعتكم أو لنصفكم بها ، فما زالت عاجزة عن احتواء مايليق بمقامكم ، ولكنكم فوق ما في نفوسنا وأعلی شأنا مما يخطر في بال أعدائنا ، فلكم منا ألف تحية وألف سلام علی كل خطوة تمضونها .