خطوط التماس وملائكة الارض

 

محمد الجبلي

إحاطة وعناية ملموسة جداً خصوصاً وأنت تقوم بدور مهم وفعال.. هناك لا تفكر إطلاقاً بضجيج الطيران ولا حنين الآليات وأصوات القذائف.. فعندما أدخل خطوط التماس وأشاهد الثبات والشموخ للرجال الرجال أشعر فعلاً بأن الأرض تقاتل إلى جانبهم والسماء والجبال مقابل إمكانية العدو وعتاده وعدده، هذا من جانب، ومن جانب آخر بما يحملون من قضية وثقافة وإباء وعزة وكرامة مقابل ما يحمله العدو من انحطاط، خصوصاً وأنك تواجه عدواً لا يحمل أية قضية سوى أنه حذاءٌ لغيره، فكيف إذَا كان غيره أيضاً حذاء للشيطان وجنوده؟.

فينظر المجاهد أن القتال ضد هؤلاء الذين أثبتوا فعلاً أنهم أضل من الأنعام سبيلاً، ينظر إلى أن المواجهة معهم منغصة؛ لأن أغلب أوقاتهم فرار، لم يتمتع المجاهد اليمني ولو مرة واحدة بالمواجهة معهم ليشعر فعلاً أنه يواجه رجالاً.

براعة الفرار هي التي ستبقى للتأريخ لتتعرف عليها الأجيال، ومنها يعرفون كيف تكون نفسية أهل الباطل ومن لا يحملون قضية، كيف هي نهاية من يخون وطنه وكيف تكون نهاية أهل الأطماع والمال؟!.

أنا لا أبالغ والمشاهد التي تعرض على قناة المسيرة باستمرار كافية، هذا هو حالهم، وما أسوء مصيرهم الذي يجهلونه.. فهيامهم مع أوهام الشيطان سلبَهم العقول وكل قيم الفطرة.

في الخطوط الأمامية نفَس طويل وبصر ثاقب وبصيرة نافذة وحكمة يمانية تتجسد في المواقف العملية ومن أرض المعركة، فحقاً إنهم الحواريون في عصر الحسين وصدقاً أنهم أنصار الله.

في الخط الأمامي واقعٌ لا يُوصف.. بمجرد أن أغادر ينتهي ذَلك الشعور مودعاً ملائكة محاطين بكامل أنواع الحماية ووسائل الرعاية، يملؤون الجو همسات التقديس وتنزيه خالقهم، فلا تفارقهم سبحانك لا إله إلّا أنت، ربنا لا تزغ قلوبنا، ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

زادهم الرئيسي هو الكتاب الذي نزل بلسان عربي مبين، يبحرون في أعماقه، ولا يتيهون؛ لأنهم يمتلكون خارطة طريق دقيقة جداً رسمها حكيمُ الزمان وصاحب البرهان وحُجة الإنسان، رسمها حفيد الكرار حسين العصر رضوان الله عليه.

هناك تتنفس نسمات وتستنشق ذراتٍ من فصيل الروحانية السماوية، يذوب الرين في قلبك وينشق صدرك منفتحاً للهُدى المتوهج بالحكمة والبصيرة.

فهم خلاصة الإيمان في مواجهة خلاصة الكفر.. هم جسّدوا معنى الخليفة في الأرض وكيف يكون الإنسان.

فسلامُ ربي عليكم يا ملائكة الأرض