ابن ابي وفريقه في زمن كشف الحقائق

بقلم / محمد فايع

أمام الأحداث الرهيبة امام المؤامرات التي تدوررحاها منذ قرون على أيدي اليهود ومن يتحالف معهم من كيانات ودول النصارى ضد الاسلام والمسلمين منهجا ورسولا وامة وموقعا ومقدسات وثروات تجلت الكثير من الحقائق سواء قبل أوخلال تاريخ ومسيرة المصطفى القرآنية أوبعد انتقال روح المصطفى محمد صلوات الله عليه الى بارئها ومن أبرز تلك الحقائق التي كشفتها الأحداث حقيقة وخطورة دورفئة المنافقين والذين ركز الله في كتابه القرآن على فضح دورهم ومحذرا حتى المصطفى محمد صلوت الله عليهم منهم وعدم الركون اليهم فقال جلا شأنه ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ).

ويقدم القرآن الكريم وقائع احداث المسيرة المحمدية القرآنية زعيم المنافقين عبدالله ابن أبي وفريقه كأحد أبرز نماذج النفاق التي قدمها لنا الله في كتابه الكريم وحكت عنها مسيرة المصطفى القرآنية ويحكي لنا التاريخ أن ابن أبي وهو واحد من وجاهات وزعمات قبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين التي سكنت يثرب كان الحليف والشريك الاقرب لزعماء اليهود وكان ابن ابي يسعى عبرالاستعانة بزعماء اليهود الى أن يكون الزعيم الملكي على يثرب الا أن وصول النور المحمدي بمشروع ومنهجية مسيرته القرآنية أخرج مجتمعا إيماني موحدا بهدي الله الأمر الذي قطع الطريق أمام كيد وخبث اليهود من جهة كما أفشل مخططهم ومشروعهم برأس حربته المنافق عبدالله ابن ابي.

ويحدث القرآن والتاريخ أن عبد الله ابن ابي لم يخرج من مجتمع الانصار كما كان حال اليهود حيث استمر ابن ابي كرأس حربة لليهود وتحرك في مجتمع الأنصار كزعيم للمنافقين وقد سطر الله في كتابه وسجلت السيرة النبوية دوره وكشف طبيعة مساره ومن خلفه حلفائه اليهود ومن تلك المسارات أن ابن ابي اعتمد تسخيرأبواق ومنابر للإرجاف تارة وصنع الشائعات والتشويه للرسول ومنهجه ومشروعه وانصاره الى التحريض وصولا كما اعتمد ابن ابي وفريقه مسارالتثبيط لأبناء مجتمع المدينة عن الجهاد في سبيل الله وقد سجل الله في القرآن وسجلت الأحداث أن ابن ابي رجع من الطريق بثلث الجيش الذي خرج مع الرسول صلوات الله عليه وآله في غزوة احد كما سجل القرآن واحداث السيرة دور ابن ابي وفريقه في التحريض والاستدعاء لتحالف الكفر لغزو المدينة والقضاء على محمد ومنهجه ومسيرته القرآنية وعلى مجتمع وشعب الانصار كما سجل القرأن في سورة الاحزاب دور بن ابي داخل مجتمع المدينة وكيف نسق مع اليهود لضرب الجبهة الداخلية لمجتمع الانصار ..

ويحكي لنا القرآن الكريم أن ابن أبي وفريقه بعد كل انتصارلمجتمع وشعب انصارالمسيرة المحمدية القرآنية في مواجهة تحالف الكفر كان يعود من جديد الى تفعيل بث الشائعات والتشوية والتحريض ضد الانصار مشروعا ومنهجا وقيادات وبقي على ذلك الى أن مات على فراشه منافقا فاسقا وهكذا سجل الله والتاريخ مسيرة عبد الله ابن ابي السوداء الكالحة بالنفاق والخيانة لله ولرسوله ولمجتمعه فقدمها الله في القرآن كنموذج ومسار يتكرر في كل زمان ومكان وهكذا يحدثنا الله عن المنافقين فيقول الله جل شأنه ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} فيقول الله لنا ان المنافق بقوله هذا كأنه لا يعد نفسه من الناس، وفعلاً المنافق هو غير محسوب, وغير معدود من الناس، هو ليس من الناس لا من الكافرين, ولا من المؤمنين، هو ليس بشيء، هو أسوأ الناس {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ}هم من انقطعوا إلى الشيطان، وهم من أصبحوا أولياء للشيطان أكثر من ولاء الكافرين واليهود والنصارى له.

وفي هذا العصر حيث وضعنا اليوم في اليمن في ظل احداث عدوان لتحالف الكفر اليهودي الأمريكي يتجلى مسار النفاق بكل ادواره ومساراته فخلال احداث العدوان نجد ان ابن ابي كان موجودا ومكشوفا بمساره التنسيقي مع تحالف الكفر والاجرام الصهيو أمريكي وكما أن هناك من يدفع الأموال ويستأجر الجزروالقوى والجيوش وشذاذ الافاق لتمكين العدو الامريكي الصهيوني لاحتلال اليمن والقضاء على مشروع شعبه الثوري منهجا وقيادات وأنصارا فان هناك من هو مستعد أن يبيع مدنا ومواقع ومحافظات يمنية في للعدوان كما باع أمثاله وأجر جزرا لصالح الغزاة.

لقد كشفت معركة الساحل وكشف تصاعد التحرك الأمريكي الاخير بأن الامريكي الصهيوني كان يراهن على من يبعه ويمكنه من المخا ومن البيضاء كما باع هادي جزيرة سقطرة وكما استأجره الامارات جزرا لبناء قواعد امريكية وصهيونية الا ان رهان العدو ودورمسار ابن ابي المتجدد فشل بيقظة وحضورووعي مجتمع شعب الانصارمن جديد كما كان الرهان على دور ابن ابي في عتمة ذمار ..وصولا الى زحو فات نهم الاخيرة الا أن رهان العدو ومحاولات دورابن ابي من الداخل فشلت للمرة الرابعة .ومن ثم وجدنا دور أبن ابي وفريقه يتجه بعد الفشل ليسخرابواقه ومنابره الاعلامية بالتحريض والتشويه ونشر الشائعات داخل شعب الأنصار وهكذا يتكرر ويتجلى مسارابن ابي وفريقه .

اذا كان الله في كتابه قد فضح المنافقين وحذر منهم فنحن هنا سنسلك المسارالقرآني ونستخدم اسلوبه وسنسهم دائماً في كشف الحقائق في الساحة؛ لأننا اليوم في زمن الغربلة في الزمن الذي يَتَغَرْبَل فيه الناس فيكونون فقط صفين فقط: مؤمنون صريحون/ منافقون صريحون.. وها هي الأحداث اليوم تتكفل بغربلة الناس، وبكشف الحقائق.

واذا كان الله قد حذر رسوله من المنافقين وقال له هم العدو فاحذرهم فلا شك أننا أولى بأن نحذر واذا حذرنا وكنا على وعي قرآني في التعامل مع ظاهرة النفاق وخاصة في نموذجها الذي جسده عبد الله ابن ابي فان الله قد أخبرنا بكل شيء عن أعدائنا؟ فاخبرنا بأن أعدائنا هم أولياء الشيطان على اختلاف أنواعهم وأصنافهم، أليسوا أولياء الشيطان؟ بصورة عامة {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} هكذا يقول عن اليهود والنصارى، ومن يتولاهم فهل هناك عدوا آخر غير هؤلاء؟ هل هناك عدو للحق، هل هناك عدو للإسلام إلا وهو داخل ضمن أولياء الشيطان ..إذاً فهم أولياء الشيطان، وكيد الشيطان كان ضعيفاً؛ لأنهم يستمدون قوتهم من الشيطان، وأنت إذا استمديت قوتك من الله فلا يمكن إطلاقاً أن يساوي مكر الشيطان, وكيده ذرة واحدة من قوة الله وتأييده لك، هكذا يريد الله لأوليائه أن يكونوا.

لقد كشفت لنا وقائع الأحداث اليوم بأن المنافقين المرجفين هم المرآة التي تعكس لنا فاعلية عملنا ضد اولياء قوى النفاق اليهود والنصارى أمريكا واسرائيل ؛ذلك لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ}حتى على مستوى صرختنا في وجه المستكبرين فإننا نجد فاعلية أثرها من خلال ردة فعل المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها.
.
واليوم هاهو شعب الايمان والحكمة يسمع العالم كله صرخته في وجه المستكبرين فالجميع يصرخ ومن داخل أحزاب متعددة – اننا الجميع اليوم يصرخ بالموت لأمريكا واسرائيل وباللعنة على اليهود وبالنصر للإسلام لان الجميع لا يدركون انهم مازالوا يمنيين، ولا يزالون فوق ذلك مسلمين، وبالتالي لن نقبل بمن يدجنوننا كيمنيين مسلمين لليهود. لأمريكا والصهاينة واوليائهم لمن يدعوننا لأن نستلم لعدونا ونسلم له ارضنا ليحتله ولحريتنا ليستعبدها وكرامتنا ليذلنا أن هو الزمن الذي تجلى فيه كل شيء؟. ثم أمام الحقائق نسكت؟!. ومن يمتلكون الحقائق يسكتون؟!. لا يجوز أن نسكت.

ولقد تجلى في هذا الزمن أن كُشفت الأقنعة عن الكثير، فهل نأتي نحن لنضع الأقنعة على وجوهنا، ونغمض أعيننا بعد أن تجلت الحقائق، وكُشفت الأقنعة عن وجوه الآخرين؟!. لا يجوز هذا، لا يجوز.