حظوظهم من الإجرام لا يقل عن حظوظهم من النفط !!

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي .
غداً سيكتب التاريخ أن مستعربي الجزيرة و الخليج بعدوانهم الغاشم على اليمن قد إرتكبوا من المجازر و الجرائم بحق المواطنين اليمنيين في أقل من سنتين ما لم يرتكبه الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين من جرائم حرب في أكثر من سبعة و ستين سنة .
و غداً سيكتب أيضاً أنهم يوم فكروا أن يحاربوا، حاربوا و أعتدوا على أقرب الناس إلى شعوبهم رحماً و نسبا – اليمن !!
المضحك المبكي أنني و مثلي الكثيرون من أبناء هذه الأمة طيلة السنوات الماضية كنت كلما سمعت أن دولةً من هذه الدول المتخمة بالثروة و المال قد أتمت صفقة أسلحة متطورة و حديثة مع الدول العظمى، فأنني لا أنام ليلتها من الفرحة و السعادة إعتقاداً مني حينها من أن هذا الأمر يندرج في إطار الإعداد و التجهيز المطلوب لإستعادة كرامتنا المهدورة في فلسطين و تحرير مقدساتنا السليبة من أيدي الصهاينة
لم أكن أتصور للحظةٍ واحدةٍ أن تلك الصفقات و المخزون الضخم من الإسلحة لن يكون للعدو من بأسها و نارها نصيب و إنما جيى بها لتتقيأ ما في جوفها من حممٍ و نار على رؤوس أبناء الشعب اليمني إلا بعد أن هبّت عاصفة بني سعود و مستعربيهم في الجزيرة و الخليج جنوباً بإتجاه اليمن !!
لقد كنا إلى عهدٍ ليس بالبعيد إذا أتى ذكرٌ على جرائم حربٍ في أي مكانٍ من العالم، فإن الذاكرة تأخذنا سريعاً إلى مشاهد مجازر صبرا و شاتيلا و دير ياسين و تل الزعتر و جنين و أيلول الأسود و قانا و غيرها من الجرائم التي إرتكبها الكيان الصهيوني و أذنابه و أدواته بحق شعبنا العربي في فلسطين و لبنان، و لم نكن نتخيل أبداً أن يأتي علينا زمانٌ تصغر فيه في عيوننا هذه المجازر على فضاعتها إلا بعد أن رأينا جرائم بني سعود في اليمن و التي جعلت من صهاينة اليهود يبدون كما لو كانوا حملان وديعة بجانب طغيان و إجرام صهاينة العرب !!
أي إجرامٍ و إرهابً هذا ؟!! و من أين جاءوا بكل هذا الكم الهائل من الحقد الدفين و المتراكم على شعبنا ؟!!
لماذا هذا الإمعان في القتل الجماعي و التفنن في إختيار الضحايا و إنتقاء الفقراء و البسطاء منهم ؟!!
ألأننا صمدنا في وجوههم و لقناهم دروساً في فنون الحرب هناك في ساحات و ميادين القتال يريدون بذلك أن يعاقبونا في مواطنينا و آمنينا ؟!! أم لأن جنودهم يفرون كالنعاج من أمام مقاتلينا يريدون أن يفرغوا شحنات غيظهم و غلّهم على هذا الشعب الذي أنجب هؤلاء المقاتلين الأبطال ؟!!
هم بذلك لا يحلمون بتركيعنا و إخضاعنا من خلال ممارستهم لسياسة الأرض المحروقة هذه، فقد خبرونا أننا شعب لا يركع إلا لله و لا يخضع إلا لله، و لكنه العجز و الفشل و الحقد الذي فتح لهم شهية الإجرام هذه التي أسقطت عن وجوههم و نفوسهم القناع الزائف ليظهروا لنا على حقيقتهم المتصهينة من أكناف نجدٍ مؤذنين بإقتراب نهايتهم المحتومة، و إن غداً لناظره قريبُ…
#معركة_القواصم