تساقط أدعياء الدفاع عن الأمن القومي العربي !

بقلم /الشيخ عبدالمنان السنبلي…
لم يفرط اليمن، و لكن من تحالف عليه بدعوى حماية الأمن القومي العربي هم أول المفرطين به اليوم ! يا لسخرية الأقدار !
قبل أكثر من عشرين شهراً بدأ العدوان الغاشم على اليمن بحجة الدفاع عن الأمن العربي و إرجاعها إلى حضنها العربي بعد أن رأوها كما يقولون قد إرتمت في أحضان إيران .

هكذا بدأت المؤامرة فصولها و هكذا وجهوا خطابهم على كل المستويات السياسية و الدينية للمغفلين من شعبنا اليمني و العربي و برروا عدوانهم الغاشم .
مرت الأيام و الشهور عصيبةً على شعبنا اليمني العظيم نتيجةً للقصف و الحصار، و نحن كلما حاولنا إيضاح الحقيقة للمغرر بهم من شعبنا وكشف خيوط المؤامرة التى نراها رأي العين بعقولنا،

لم يزدادوا إلى ضلالاً و تشكيكاً مفندين دعواتنا و تحذيراتنا بما تتلقفه أعينهم و آذانهم من قنوات العهر الإعلامي و خُطَب وفتاوى الفكر المتطرف و المنغلق و أن ما نقوله و نحذر منه ليس إلا نوعٌ من الحقد على أمير المؤمنين و خادم الحرمين و حامي حمى المسلمين،

فسلمان في نظرهم ليس سوى إمتداداً لعصر النبوة و الخلافة و لا يمكنه أن يخون الله و رسوله في بلاد المسلمين أو يساوم على مسألة الأمن القومي العربي بحسبهم !
هكذا ظلت تدور رحى الحكاية لأكثر من عشرين شهراً و الناس بين شاكرٍ لسلمان و كافرٍ به، حتى حصحص الحق اليوم و سقط القناع فجأةً عن كل الوجوة السوداء المتاجرة بقضايا الأمة، فإذا بمن حشدوا العالم كله ضد اليمن بدعوى الدفاع عن الأمن القومي العربي هاهم أنفسهم هم أول المتاجرين به و على المكشوف !
هاهم بالأمس القريب قد فتحوا أبواب اليمن لكل طامعٍ و متربصٍ بالأمة كما فتحوا أبوابهم من قبل للمحتل الأمريكي و البريطاني و جاءوا بأساطيل العالم كلها إلى باب المندب ،

و إذا بملك الحزم سلمان هو أول من أرخى حزامه و حزمه كما أرخاهما أخٌ له من قبل و وهن عزمه و أصاب الأمن القومي العربي في مقتل و بمرسومٍ ملكي أتى بالأمريكان إلى اليمن كما لو كانوا عضواً في جامعة العار العربية !!
و هاهو سلمان نفسه اليوم أيضاً يلتف على حليفه المصري في ذات القضية ؛ الامن القومي العربي و يبعث موفده الشخصي لزيارة مشروع سد النهضة الأثيوبي مبدياً إستعداده بتمويله و الذي بإنشاءه سيقطع شريان مصر المائي لا لشئٍ إلا أن ثمة فتورٌ ناشئٌ طرأ على العلاقات بين البلدين مؤخراً و كأن قطع مياه النيل عن مصر أو الإضرار بكمية المياة المخصصة لمصر لا يهم الامن القومي العربي في شئ !
يا للهول التحالف يأكل نفسه و يتآمر على بعضه و يوجه سهام حقده على ما دأب على تخويف الناس عليه ؛ الأمن القومي العربي !
المفارقة العجيبة هي أن من إتهموهم ذات يوم أنهم من يشكلون خطراً على الأمن القومي العربي هم اليوم من سيحملون على عاتقهم مهمة الدفاع عن الأمن القومي العربي و إخراج المحتلين الأمريكان و غيرهم من بوابة العرب الجنوبية اليمن،

أما دعاة الدفاع عن الأمن القومي العربي فقد حجزوا مقاعدهم مبكراً في خندق المؤيدين و الشاكرين لأوباما كما فعلوا ذلك من قبل مع أخيه سلمان !!
هكذا يتوالى السقوط لأدعياء العروبة و تتكشف الوجوه القبيحة لمستعربي العصر و أزلامهم من المنتفعين و المستأجَرين المتاجرين بالعروبة و أمن شعوبها و أوطانها القومي لصالح أسيادهم و أولياء نعمهم في الغرب المتصهين، و لا نامت أعين الجبناء .

#معركة_القواصم