تقرير .. سرّي للغاية: هكذا تم إفشال مخططات التحالف لإسقاط صنعاء.. تفاصيل

 

10171860_857829754230832_5832626880835111346_n

خرج رجل السعودية الأول في اليمن اللواء علي محسن الأحمر من العاصمة صنعاء متجها الى الرياض في سبتمبر/أيلول من العام 2014 بطريقة مهينة بعد أن هزم في معركة دامت ليومين في مواجهة اللجان الشعبية التابعة لأنصارالله.

خاض الأحمر تلك المعركة بمعنويات منخفضة بعد ان تعرض رجله الأول العميد حميد القشيببي قائد اللواء 310 للهزيمة بمحافظة عمران التي كانت تمثل العمق الاستراتيجي لجماعة الاخوان المسلمين، وكان الأحمر قد وضع كل قوته هناك لكنه هزم فيها وهزم في صنعاء.

استغل الحوثيون تلك المرحلة بذكاء حيث كانت السعودية في عهد الملك عبدالله تتخذ موقفا معاديا للإخوان بسبب طموحاتهم ومخططاتهم في السعودية التي جاءت بعد صعود نجمهم في مصر وتونس واليمن وقبل ذلك في تركيا الأمر الذي جعلها تغض الطرف عما يحدث لحلفائها في اليمن.

مع انطلاق الحرب على اليمن من قبل التحالف بقيادة السعودية وقعت الأخيرة في فخ صنعه الاخوان تمثل بالتضليل الذي مارسه الأحمر وقيادات الإصلاح الذين بالغوا في تصوير قوتهم على الأرض وبالغوا في تحجيم قوة الحوثيين الذين اعتقدوا انهم لن يكون بمقدورهم مواجهة حرب بهذا الحجم في وقت كانت الجماعة مشتتة في معظم المحافظات اليمنية وكانت ما تزال في أولى مراحل الصعود.

مرة أخرى أخطأت السعودية في إعادة استخدام اللواء الأحمر بالاعتماد عليه في معركة استعادة صنعاء معتقدة أن أحقاد الرجل تجاه الحوثيين ستكون عامل حسم إضافة الى علاقاته القبلية مع قبائل “طوق صنعاء” لكن الحقيقة أن الرجل كان قد فقد هيبته وقدراته العسكرية وأمام الحوثيين بالذات الذين أصبحوا عقدته الأولى.

الطريق المستحيل إلى صنعاء
في الأسابيع الأخيرة شن إعلام التحالف والإعلام الموالي له حربا نفسية على الحوثيين مستغلين التوقيت التي خرجت به قوات الجيش والحوثيين من الجنوب في يوليو /تموز الماضي وأن القوات الموالية للتحالف قد وضعت هذا التوقيت في يوليو/تموز الجاري لدخول صنعاء على غرار دخولهم عدن.

ويمكن القول أن القيادات العسكرية والسياسية اليمنية الموالية للتحالف كانت الأكثر اندفاعاً في تصوير اقتراب اقتحام صنعاء لدرجة أن عبدالملك المخلافي وزير خارجية هادي يقول أن القبائل المحيطة بصنعاء ستعلن هذه الأيام ولاءها لـ”الشرعية” أما رئيس هيئة الأركان بقوات هادي اللواء محمد المقدشي فقد أسهب خلال الشهور الماضية في القول بأن قواته على أبواب صنعاء.

ربما كان الناطق باسم التحالف العميد احمد عسيري هو الأكثر تعقلاً في التصريحات الإعلامية حول صنعاء.

ففي يونيو/حزيران الماضي رفض الناطق الرسمي باسم التحالف العميد عسيري اعطاء إجابة واضحة فيما يتعلق بتوجهات التحالف العسكرية باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء كاشفاً عن وجود صعوبات وعراقيل تجعل تحديد وقتها صعبا.

وقال عسيري في تصريحات للبيان الاماراتية عن عملية “تحرير صنعاء” أنها عمل عسكري “تشوبه عوامل متعددة وضبابية ولا يمكن الجزم بموعده”.

ما دون عسيري الذي اختفى بشكل كبير إعلامياً لإظهار ابتعاد التحالف عن المعركة التي يجب ان تبدو أنها داخلية منذ توقيع اتفاق التهدئة الحدودية، فإن إعلام التحالف والإعلام السعودي بشكل خاص ومعه الإعلام الموالي للرياض في اليمن فقد صعدوا بشكل كبير حملتهم الإعلامية وحربهم النفسية ضد الحوثيين فيما يخص اقتراب معركة صنعاء، لكن هذه الحرب أعطت نتائج عكسية تماماً ودفعت الجيش اليمني والحوثيين للاستنفار وقراءة الخارطة العسكرية لمعرفة المخططات التي يمكن ان تكون قد وضعت للهجوم على صنعاء من عدة محاور محتملة فدفعهم هذا للتحرك والقيام برد الفعل عسكرياً عند حدوث مؤشرات للتصعيد من قبل القوات الموالية للرياض قبل التصعيد الفعلي وهذا ما جعلهم يحققون تقدماً كبيراً في نهم والجوف ومأرب شمالاً وفي تعز ولحج.

في الأيام الماضية وبحسب مصدر موثوق تحدث للمراسل نت استطاع الجيش ومقاتلو أنصارالله إبطال المخططات من قبل التحالف وحلفائه باتجاه صنعاء وبعض تلك المخططات تم اكتشافها باكراً كتلك التي وضعها اللواء الأحمر لاقتحام صنعاء من الحديدة إلى بني مطر وإلى صنعاء في النهاية.

معسكر العمالة: ضربة عكسية
تضاربت الأنباء حول لواء العمالقة بحرف سفيان بمحافظة عمران وقدم الحوثيون والتحالف روايتين مختلفتين تماماً ومتضادتين عما جرى هناك لكن وبغض النظر عن حقيقة ما حصل فإن الواضح هو أن التحالف كان يراهن على هذا اللواء للضرب في العمق الجغرافي والاستراتيجي للحوثيين وكانت لو حدثت فإنها ستكون ضربة قاصمة للجيش اليمني وأنصارالله.

مرة أخرى وبغض النظر عن اختلاف الروايات حول لواء العمالقة فإن إقرار التحالف بسيطرة الحوثيين عليه يظهر أنه كان يمثل نقطة محورية في عمليات التحالف العسكرية وإبطالها من قبل الحوثيين كانت ضربة قاصمة للتحالف والموالين له كانوا يريدونها أن تحدث للحوثيين وليس لهم.

في فبراير/شباط الماضي عندما وصلت القوات الموالية للتحالف إلى فرضة نهم بعد أيام من المعارك التي شهدت المئات من الغارات الجوية لاجبار الحوثيين على الانسحاب من الفرضة وعندما حدث ذلك وجه إعلام التحالف هذا الانتصار إلى صنعاء لحرف أنظار الحوثيين عن حقيقة ما يخطط له التحالف.

وتقول مصادر المراسل نت أن التحالف تعمد أن يلقي بالضغط النفسي على صنعاء من وراء سيطرة الموالين له على فرضة نهم بينما كان يجري التخطيط لوصل الجبهة من نهم إلى حرف سفيان حيث كان قد جرى التنسيق مع قائد لواء العمالقة للتحرك في الوقت المناسب لتكون ضربة قاصمة بالفعل للحوثيين وربما كانت ستمثل هزيمة استراتيجية للحوثيين ونصر استراتيجي للتحالف لكن الحوثيين قلبوا الموازين بتحركهم في معسكر العمالقة بحرف سفيان وبذلك أبطلوا المخطط.

بدا واضحاً جداً أن التحالف تلقى ضربة كبرى غير متوقعة في لواء العمالقة وهو ما ظهر على وفد حكومة هادي في مفاوضات الكويت في حينه وأعلن تعليق مشاركته بالمفاوضات بسبب سيطرة الحوثيين على العمالقة وحاول التحالف الضغط على المبعوث الأممي لتشكيل لجنة تقصي الحقائق