أساليب أمريكية

13101343_1115605758504181_1682651554_n

بقلم / أحمد مرغم

بعد تفكيرٍ مضنٍ وبحوثٍ مكثفة بذلها البريطانيون في مطلع القرن الثامن عشر كي يجدوا الطريق الأمثل لغزو عالمنا العربي ومحو هويته والاستيلاء على مقدراته وكان لهم ما أرادوا فقد وجدوا بن عبدالوهاب وابن سعود كفارسين مغوارين (للانجليز) مهدا الطريق وروضا شبه الجزيرة لذلك الغزو ولولاهما لاستحال على سيدة البحار أن تتسيد على التراب العربي أيضا.

عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحالية أرسل رسالة للإنجليز قال فيها (إنني أرغب أن يكون مابيني وبينكم كما كان مابينكم وبين أجدادي) أي أنه يريد منهم مساعدته في بناء مملكة خاصة به مقابل أنه سيكون أداة طيعة لصاحبة الجلالة كما كانت العلاقة في عهد الدولة السعودية الأولى.

وثائق الإرشيف البريطاني تقول (أن المسائل الحدودية في المنطقة العربية دخلت منعطفا جديداً بعد اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن العشرين فهذه المرة لم تكن القضية تجارة ونفوذ وتأمين ملاحة بقدر ما كانت الطاقة وأهميتها التي يدركها الغرب حينه جيدا وصارت للرمال والصحاري معنىً واستيقت الشركات للحصول على الامتيازات في تلك المنطقة العائمة على كنوز النفط) البريطانيين وبحسب وثائق إرشيفهم أنهم (لم يتوقعوا استمرار مملكة بن سعود بعد موت مؤسسها عبدالعزيز باعتباره مشروع شخصي سيموت بموت صاحبه).

فعجبا لمن يستغربون الوقوف كخصم لهذا الكيان المصنع بريطانياً والمحمي أمريكياًً ياهؤلاء ليس هذا هو الغريب إنما الغريب حقا هو استمرار هذا الكيان الاصطناعي الى يومنا هذا الغريب والعجيب أن يتعامل العرب مع هذه الرقعة الجغرافية وفق ما فصلها ورسمها المفوض البريطاني “كوكس” بيدة.

بريطانيا تقهقرت جراء الحربين العالميتين الأولى والثانية ولم تعد قادرة على الحفاظ على مستعمراتها التي لا تغيب عليها الشمس. الأمريكيون والذين هم في الأساس هم المستعمرون الإنجليز لنصف الكوكب الغربي حضروا ليخلفوا أجدادهم في الوظيفة الإستعمارية وإن اختلفت الطرق والأساليب لكنها في النهاية حققت الهدف من الاستعمار وهو الهيمنة على العالم والاستحواذ على خيرات الأرض.

أدركت أمريكا القوة الصاعدة أن الصحراء العربية ستشكل قوة ضاربة وأعلنت في أربعينيات القرن الماضي أن الدفاع عن السعودية سيكون مرتكز أساسي في تأمين استراتيجيتها الأمنية والعسكرية الدفاع عن السعوديه والحيلولة دون سقوطها الذي هو حتمي. أمريكا ابتكرت أساليب استعمارية أقل كلفة وأكثر نفعاً يا إلهي تبطش بنا ومع ذلك تريد أن نراها كمدينة فاضلة.

إذا كانت كذلك فمن جلب لنا كل هذا الحزن وهذا الخراب والدمار من..؟

هي تلك الأساليب السياسية الأمريكية التي حالت دون أن تسوى الجغرافيا العربية وفق المعطيات الطبيعية والتاريخية فقد أبقت اليمن المتاخم للصحراء الذهبية لم ينل منها إلا غبارها وحرها أما نفطها فإنهم(الأمريكان) يجرفونه ويذهبون به إلى ما وراء المحيطات.

أمريكا تدعي أنها تمثل قيماً إنسانية سامية وهي تقيم علاقة حميمية مع زعامات صحراوية متخلفة لا تحركها إلا النزعة الغريزية لا تراعي حرمةً ولا تخجل من فاحشة ولا تؤمن بشيء اسمه أخلاق ومبادئ وقيم.

أمريكا الشيطانة تعبث بجغرافيتنا وتدوس على هويتنا وتسرق ثرواتنا التي منحنا الله إياها تحت مسمى شراكة وتبادل مصالح مع دول (الخليج العربي) التي كانت مجرد أشخاصا يوما ما ياللعجب كل بضعة آلاف من البدو الرُحل أُقتطِع لهم جزء من صحراء الجزيرة العربية وأُعلِن أنهم دولة تعمل أمريكا على استمرارية هذه الممالك الغير طبيعية وغير شرعية كي تقطع الطريق على شعوب المنطقة لا سيما اليمن وتعزلهم عن بحار النفط المستتر تحت ذرات الرمال.

أساليب أمريكية تبني برجاً في دبي أو مطاراً في الدوحة أو متنزهاً في الكويت بعشرات مليارات الدولارات بينما تحاصر ملايين اليمنيين وملايين العراقيين والشاميين وغيرهم من العرب داخل سجونهم القطرية يتضورون جوعا.

أساليب أمريكية حرمت العرب من خبرات عرب الشام ومن مهارات عرب مصر ومن علوم عرب العراق ومن عبقرية عرب اليمن وحرمت كل هؤلاء من نفط الصحراء بل حولتها إلى عوامل صراع وتناقض بدلاً من أن تكون عوامل قوة وتكامل.

أساليب سياسية أمريكية أختطفت السياسة العربية واستطاعت أن تحمي نفسها بجيوشنا العربية وتفرض هيمنتها على حساب مقدراتنا وخيراتنا.

ابتلعت أراضينا وصادرت قرارنا واستحكمت على مواردنا وياللعجب هي من تعلمنا كيف نثور على الأنظمة المخلصة لها وترشدنا لبناء ما بعدها.

أمريكا ترسم لنا كل تفاصيل حياتنا وتغلغلت إلى كل جزء منا وعبدت طريقنا الجديد. عجبا أمريكا أيقضت ضمائرنا واستنهضت هممنا للجهاد في أفعانستان وحاليا في سوريا واليمن وليبيا وغيرها دفاعا عن الاسلام والأوطان لكن من العجيب أنها نفسها تقود حلفا دوليا لحمايتنا من خطر التنظيمات المتطرفة.

سياسة أمريكية حركت ولا زالت تحرك جيوشنا وأسلحتنا لاستعادة قطعة فقدتها اسمها اليمن ولحماية قطعة استوطنتها اسمها اسرائيل بعد أن كان اسمها من قبل فلسطين.

لهذا صرخ رجلا منا “الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل” لتكون تلك الصرخة هي موقف الشعب اليمني بأكمله كخطوة أولى في طريق التحرر من المستعمر الأمريكي فسلام الله على روحه الطاهرة من جعل اليمن يكون أول شعوب العرب من يقف بوجه أمريكا.ً